9 كتب الفتاوى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
وبعد هذا بأيام حوصر جبل الصالحية (حيث يكثر فيه علماء الحنابلة وفقهاؤهم)، وتم نهب الناس ولم يبق التتار شيئا، "حتى أخذوا ما بالجامع والمدارس والتراب من البسط والقناديل ونبشوا على الخبايا -أي ما يخبئه الناس حيث لا يكاد يعلم أحد-، وجرى فيها قتل كثير، وسبي، واغتصبت النساء الحرائر المستورات، وأحرقت المدارس والمساجد، وقتل غير قليل من العلماء الأفاضل. قال المقريزي: "فبلغت عدة من قتل وأسر منها تسعة آلاف وتسعمائة نفس، ولما فرغوا من الصالحية صار التتر إلى المزة وداريا ونهبوهما وقتلوا جماعة من أهلهما فخرج ابن تيمية إلى غازان ليشكو له ما جرى من التتار بعد أمانه"، ويصف المقريزي هول ما فعله التتار فقال: "فضربوا الناس وعصروهم وأذاقوهم الخزي والذل، وكثر مع ذلك القتل والنهب في ضواحي دمشق". وهنا كان لابن تيمية مع الملك غازان الجبار المهيب موقف بطولي حقا، لا يفقهه إلا الأبطال الشجعان القوالون بالحق، ورفع صوته ودعا عليه، واستطاع أن يفك أسر المأسورين، ويستعيد من سباهم التتار من أهل دمشق.
وفند هذا العلامة الدكتور عمر بن عبد المجيد البيانوني، واستند على قوله تعالى «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ». وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار أمرهم أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا مَنْ قاتلهم. ولما قال سعد: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فعزله. إكراه غير المسلمين دعا ابن تيمية أي جماعة إلي مقاتلة غيرها من المسلمين لإلزامهم بما تراه من أمور الدين.. وأن تقتل كل من يقف أمام دعوتها ولا يستجيب لها.. فيقول بالحرف الواحد في صفحة 109 من نفس الكتاب: «كل من بلغته دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي دين الله فلم يستجب لها فإنه يجب قتاله». مجموع فتاوى ابن تيمية pdf المكتبة الوقفية. لكن العلماء فندوا هذه الفتوى وقالوا إنها خاطئة، استنادا لـ «لَا اكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، و« وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ». وهو ما أكدته دار الإفتاء المصرية وعلماء المسلمين. القتل بالتحريق وجاء في فتوى الحرق، لابن تيمية، «فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع».
أحوال ترقيق الراء الحالة الأولى: أن يكون حرف الراء مكسوراً، سواءٌ أكان هذا الكسر أصلياً، كقوله تعالى: {وَالْفَجْرِ} [الفجر: 1]، {لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} [العنكبوت: 60]، {وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ: 51]، أو كان هذا الكسر للراء عارضاً -أي غير أصلي- كقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155] في كلمة (بشِّرِ)، [المنير في أحكام التجويد ص: 154]. الحالة الثانية: أن يكون حرف الراء ساكناً، وأن يكون الحرف الذي قبله مكسوراً كسراً أصلياً متصلاً، أي في نفس الكلمة، وبشرط أن لا يكون بعده حرفٌ من حروف الاستعلاء مفتوحا ومتصلاً، كقوله تعالى: {فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ} [السجدة: 23] ، {اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ} [النازعات: 17] ، {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] [المنير في أحكام التجويد ص: 154]. الحالة الثالثة: أن يكون حرف الراء مُتَطرِّفاً، ومتحركاً بفتحٍ، أو ضمٍ، لكن عَرَضت له السكون من أجل الوقف، وكان الحرف الذي قبله مكسوراً، كقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ} [البقرة: 61]، أو كانت قبله ياءً ساكنةً، كقوله تعالى: {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 40]، أو كان قبله حرفٌ ساكنٌ مرقَّقٌ وقبله حرف مكسور، كقوله تعالى: {عَنكُمُ الذِّكْرَ} [الزُّخرُف: 5] [المنير في أحكام التجويد ص: 154]، ويُنظَرُ أيضاً كلمتي {القِطْرِ}، و{مِصْرَ} ، [هداية القاري 1\132،134] [نهاية القول المفيد ص: 99] [أحكام تلاوة القرآن ص: 162-163] [غاية المريد ص: 163-165].
الخلاصة: الأصل في الراء عين2021
[٧] الراء التي يجوز فيها الوجهان ويُقدَّم التفخيم يجوز في الراء التفخيم والترقيق ويُقدّم التفخيم في الكلمات الآتية: مِصْرْ: حيث إنّ الراء ساكنة وقبلها حرف استعلاء ساكن وقبله كسر، [٨] فمن وقف عليها بالتفخيم نظر إلى حركتها وصلا وهي الفتح، واعتدّ بحرف الاستعلاء واعتبره حاجزاً يمنع من تأثير الكسر الذي قبله على الراء، ومن وقف عليها بالترقيق لم ينظر إلى حركتها وصلاٍ ولم يعتدّ بحرف الاستعلاء وإنّما نظر إلى الكسر الذي قبله، وقد وردت هذه الكلمة في أربعة مواضع في القرآن الكريم وهي كما يأتي: [٩] قول الله -تعالى-: (أَن تَبَوَّآ لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيوتًا). [١٠] قول الله -تعالى-: (وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ). [١١] قول الله -تعالى-: ( وَقالَ ادخُلوا مِصرَ). [١٢] قول الله -تعالى-: (قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ). [١٣] فِرْقٍ: حيث إنّ الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور، فمن فخمها نظر إلى حرف الاستعلاء وإن كانت حركته الكسر، ومن رققها نظر إلى الكسر الواقع قبلها دون الاعتداد بحرف الاستعلاء الذي بعدها. [١٤] الراء التي يجوز فيها الوجهان ويُقدَّم الترقيق يجوز في الراء الترقيق والتفخيم ويقدم الترقيق في الكلمات الآتية: نُذُرْ، ويُسْر: حيث ورد لفظ نذر في سِتّة مواضع من سورة القمر، [٨] ومن رققها نظر إلى حركة الراء وصلاً وهي الكسر وإلى الأصل وهي الياء المحذوفة للتخفيف، ومن فخمها لم ينظر إلى الوصل والأصل وإنّما اعتدّ بالسكون العارض.