مع ماذكرت إلا أن الأمر ليس هينا! فمن اعتاد على انتهاك أخلاقيات المهنة لسنوات يصعب عليه أن يحترمها. وسأورد أمثلة على بعض الانتهاكات التي تحدث بشكل شبه يومي: ٭ في المجال الطبي: الإخلال بجزئية السرية المتعلقة بشؤون المرضى، أو أن يقوم أحد موظفي المستشفى من غير الفريق المعالج بالاطلاع على ملف المريض، أو العبث بنتائج البحوث. ٭ في مجال الصحافة تلفيق الأحاديث أو تزويرها، الإفصاح عن مصدر المعلومة فيما قد يضر بالمصدر، أو الكتابة الدعائية أو مدفوعة الثمن. ٭ في مجال الاتصالات: الإفصاح عن أسماء صاحب الهاتف أو الحصول على فواتير الغير أو التنصت، أو إفشاء أسرار الشركة لشركة منافسة مهما كان الدافع. ٭ في مجال التدريس: المحاباة أو التجني لأسباب شخصية، تشجيع أو السكوت عن السلوك الشاذ لدى الطالب، أو التحرش. ٭ في مجال الزراعة: التسويق قبل انقضاء فترة التحريم بعد رش المبيدات. ٭ في مجال التجارة عامة، التدليس أو التلاعب بحسابات الشركات لإيصال رسالة مخالفة لواقع الشركة. والقائمة طويلة لو أردت سردها، وما إيرادي للأمثلة أعلاه إلا للدلالة على أننا نعيش مشكلة حقيقية تعصف بالمجتمع من دون أن يلقى لها بال. أخلاقيات المهنة في الإسلام عصام الحميدان pdf. ولست أدري إن كان لدى القضاة إلمام بالمشكلة.
تاريخ النشر: 01/01/2007 الناشر: الدار العربية للموسوعات النوع: ورقي غلاف فني نبذة نيل وفرات: تهتم هذه الدراسة بمفهوم الأخلاق التي شغلت فكر الإنسان منذ أزمنة بعيدة، وترتكز منهجيتها على تشكيل الصورة الأخلاقية للحضارة الإسلامية من خلال جمع أجزائها، وعلى ربط تحقق النظام الأخلاقي الإسلامي بالتفاعل بين فكرة الإسلام مع معطيات الواقع في مختلف جوانبه، وعلى وحدة البناء الأخلاقي للأمة عبر عصورها المختلفة. التمهيد للبحث... العام الذي يتمحور حول أخلاقيات المهنة، يتضمن شرحاً لمعنى وجود الإنسان في الكون انطلاقاً من مضمون الفكر الإسلامي، فيتطرق إلى مفاهيم متعددة مثل غايات خلق الإنسان، الفساد والإفساد، والصلاح والإصلاح في الأرض، ومفهوم العمل في الإسلام، وتكريم الإنسان، وغايات خلق الكون، والهدى الألهي، وغيرها.
ومن ثم يقول سبحانه: «وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» التوبة (105) ولعلنا نلحظ ذكر «المؤمنين» بعد الأمر بالعمل مما يوحي معه إلى مراعاة الأبعاد الاجتماعية في الإتيان بالمهن والأعمال المختلفة. أما من السنة: فإننا نجد قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه البخاري «ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»، وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الممتهنين الذين يسعون لسد حاجاتهم، وحاجة من يعولونهم في سبيل الله، حيث مر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم رجل-، فرأى الصحابة من قوته وجلده ونشاطه، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان». ولعلنا لاحظنا في نص الحديث ما يفيد أن العمل إذا خلا من الخلق القويم، وحفه الرياء والمفاخرة، كان مآله إلى بوار، وصاحبه إنما يسير على طريق الشيطان، وهذا حث صريح من النبي- صلى الله عليه وسلم- على الالتزام بأخلاق المهنة والعمل.
ارسل ملاحظاتك ارسل ملاحظاتك لنا الإسم Please enable JavaScript. البريد الإلكتروني الملاحظات
كذلك نلحظ في بيان معنى»المهنة» اقترانها بـ«الخدمة»، وهذا الاقتران يضفي بعداً أخلاقياً تستشعره عند إطلاق الكلمة واستعمالها. وبالنظر إلى ما تقدم من بيان لمعنى كلمتي «الخلق، والمهنة»، يمكن أن نعرف أخلاق المهنة بأنها: «مجموعة من الصفات النفسية المستقرة في نفس الإنسان يصدر عنها سلوكه لدى ممارسة المهن المختلفة بلا تدبر ولا روية».
(رواه مسلم). وقال صلى الله عليه وسلّم "لكلّ غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان. " (متّفق عليه). 3-حُسن الخلق: أن يكون العامل خلوقاً سمحاً، لأنّ التواصل مع الآخرين يلزمه الكثير من الأخلاق فلو كان العامل مجداً في عمله، نشيطاً، يلبّي ما يطلب منه ولكن ينقصه التعامل الحسن لنفر من حوله وكرهه زملاؤه. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً. أخلاقيات المهنة في الإسلام. " (رواه الترمذي) "وإنّ الله يبغض الفاحش البذيء. " (رواه الترمذي) والسماحة صفة مطلوبة للعمل لأنّه بخلقه السمح الليّن الرضيّ ينفذ إلى قلوب زملائه فيحبّونه. 4-التواضع وعدم الكِبر: بل خفض الجناح وسماحة النفس في الخصال التي يجب أن يتحلّى العامل فيها وأن يبتعد عن احتقار الناس والسخرية منهم. قال تعالى: "يا أيّها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهن... " (الحجرات:11) 5-الحلم: بأن يتحلّى بضبط النفس عند الغضب، أن يكون متّزناً حليماً ذو حكمة في المواقف الصعبة، متحكماً في أعصابه، يحل المشكلات بهدوء وتأنّي. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: "ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (متّفق عليه).
٥- الظلم: قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57]. ٦- الاعتداء: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [المائدة: 87].