نشر حساب على موقع تويتر يحمل اسم سياسي وأكاديمي إسرائيلي صورة ادّعى أنها تُظهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في لقاء سرّي مع دافيد بن غوريون أول رؤساء وزراء إسرائيل. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورة تُظهر في الحقيقة عبد الناصر وهو يقلّد وساما لضابط مصري رفيع في القاهرة. يظهر في الصورة، وهي بالأسود والأبيض، جمال عبد الناصر يعانق رجلا يبدو أنه متقدم في السن. ونُشرت هذه الصورة على حساب يحمل اسم مائير المصري، وهو سياسي وأكاديمي إسرائيلي، مرفقة بالتعليق "جمال عبد الناصر يقبّل دافيد بن غوريون في لقاء سرّي في عاصمة عربيّة". بعد ذلك، انتقلت الصورة مرفقة بالادعاء نفسه إلى مواقع التواصل باللغة العربية، وأعرب عدد ممّن شاركوها عن خيبة أملهم من الزعيم الراحل، فيما رأى آخرون أنها تكشف "جزءا خفيا" من سياسات النظام المصري آنذاك. عناصر مثيرة للشك لكن جزءاً كبيراً من المستخدمين شككوا في صحّة الصورة. مدار - بن غوريون، ديفيد. فمن المستبعد أن يُعقد لقاء يحيطه هذا الودّ بين عبد الناصر وبن غوريون، وأن توثّقه فوق ذلك عدسات الكاميرات صراحةً. ولا توحي الأجواء الظاهرة في الصورة بأن اللقاء كان سريّاً، مثلما ادّعت المنشورات، أما أي لقاء علنيّ من هذا النوع فلا يُتصوّر حدوثه في ظلّ التاريخ الحافل بالحروب العسكريّة والاستخباراتيّة المحتدمة بين مصر في عهد جمال عبد الناصر، وإسرائيل.
ولد ديفيد بن غوريون في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886، والتحق أثناء دراسته الثانوية بحزب العمال الاشتراكي الذي عرف بـ "عمال صهيون" (Workers of Zion). الهجرة إلى فلسطين اقتنع بن غوريون في وقت مبكر بضرورة الهجرة إلى فلسطين، فقرر القيام بذلك عام 1906، وعمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا. وبعد أربعة أعوام (1910) انتقل إلى القدس للعمل محرراً في صحيفة الوحدة "أهودوت" (Ahdut) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم "بن غوريون" الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد. في هذه الأثناء فكر بن غوريون في استكمال دراساته الجامعية فالتحق بجامعة Constantinople في تركيا عام 1912 وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون، ثم عاد إلى فلسطين عام 1914 لكنه لم يستمر بها إلا عاماً واحداً فقط، حيث أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل إلى موسكو مرة أخرى مع بعض الصهاينة الذين قدموا من الاتحاد السوفياتي عام 1915. قراءة متأنية للدوافع الفعلية.. اجتماع باحة قبر بن غوريون | دنيا الرأي. واستطاع بن غوريون العودة مرة أخرى بعد خمس سنوات إلى الأراضي الفلسطينية. تأسيس اتحادات عمال اليهود ونجح في تأسيس اتحادات عمال اليهود "الهستدروت" Histadrut عام 1920، وعُيّن سكرتيراً عاماً له من 1921 وحتى 1935.
الأمن ليس بالأمر السهل أو اللين. وإذا كانت هناك حاجة سيرسل وزير الدفاع رجالاً مثل موتكا أيضاً ليقتلوا. موتكا مطلوب للجيش، وحسب رأيي يجب عليه أن يبقى فيه". كالعادة في مذكرات بن غوريون، ليس من الواضح ما إذا كان الحديث يدور عن اقتباس لزوجة مكليف أو عن أمور فكر بها بن غوريون نفسه أو خليط بينهما. وثمة موضوع آخر رفع عنه المنع الآن ويظهر في المذكرات، وهو الردود على قضية إغراق سفينة السلاح التابعة للايتسل "ألتلينا" التي أثارت اليشوف، والتي حدثت في حزيران 1948. في المذكرات يصف بن غوريون نقاشاً صاخباً في الحكومة في أعقاب ضغوط لإطلاق سراح أعضاء ايتسل الذين اعتقلوا بعد تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي. في المذكرات يمكن القراءة عن أعضاء كنيست ووزراء يسمون "حقير"، "ممسحة"، "نذل"، "وضيع" (ولم يكن واضحاً من المقصود). وتطرق بن غوريون: "الحقير يجب أن يستقيل" لأنني "قلت له إنه يجب أن يدفع ثمن الرصاصات التي أطلقها على اليهود". هذا الموضوع لخصه كما يلي: "هذا هو الوضع في الحزب. أنا يائس من ذلك". في مقطع آخر الذي تم إخفاؤه وسمح بنشره الآن، يتحدث بن غوريون عن لقاء أجراه في 1951 مع آرنست بريغمان من آباء العلوم في إسرائيل والذي كان المسؤول عن عدد من المشاريع العسكرية – العلمية.
في الوقت الذي يتجاهل فيه الرئيس الأمريكي بينيت، فإن مشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القمة تدل على أن الإدارة الأمريكية مستعدة، مع ذلك، لإعطاء إسرائيل حرية عمل معينة. المزيد من المشاركات وزراء خارجية مصر والامارات والبحرين والمغرب والكيان الاسرائيلي في النقب بالطبع، تعبر القمة بمجرد انعقادها عن خشية المشاركين فيها من تعاظم قوة إيران في أعقاب الاتفاق النووي، ومن تقارب إيران من الغرب على حساب حلفاء قدامى للولايات المتحدة في المنطقة: إسرائيل ودول الخليج العربية. بهذا المعنى، فإن الزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، هما العرابان في قمة "سديه بوكر" بدرجة لا تقل عن المنظمين والمشاركين. لذلك، من الواضح أيضاً أن بلينكن جاء للتهدئة والتعزية مثلما سافر الرئيس إسحق هرتسوغ ليغازل اليونانيين والقبارصة في طريقه إلى أنقرة. بعد انتهاء الهتافات وإغلاق الكاميرات، ستبقى إسرائيل مع نفس المشكلات الوجودية في علاقتها مع الفلسطينيين. لذلك، من الجدير بزعمائها أن لا يوهموا أنفسهم بأن النزاع سيحل من تلقاء نفسه أو سيتم طمسه تحت أكوام مساحيق التجميل في الصور الرسمية. عملية بئر السبع غير بعيدة عن مكان عقد القمة، والتحذيرات الموسمية عن توتر في شهر رمضان تذكر بأن الشرق الأوسط القديم ما زال موجوداً، حتى لو لم يدعوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القمة.