فيا راكب الذنب هل تفكرت في عواقبه ؟ وهلا علمت حسراته ؟! فإن لذة المعصية تذهب كوميض البرق، ولكن تبقى مرارتها جاثمة جثوم الصخرة! وإن امرءًا باع جنة عرضها السماوات والأرض بلذة ساعة لحري أن تطول حسرته!! يحكون أن امرأة راودت رجلا فقال لها: «إن رجلا يبيع جنة عرضها السماوات والأرض بفتر ما بين رجليك لعديم البصر بالمساحة! ». ابن القيم يحدثنا عن المعاصي. وعن عبد الرحمن بن محمد القاري رحمه الله قال جلس إلي يومًا زيادة مولى ابن عباس، فقال لي: يا عبد الله, قلت: ما تشاء, قال: ما هي إلا الجنة والنار ؟! قلت: لا والله ما هي إلا الجنة والنار! قال: ما بينهما منزل ينزله العباد ؟! فقلت: ما بينهما منزل ينزله العباد, قال: «فوالله لنفسي نفس أضن بها عن النار، وللصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال في نار جهنم». إن أفضل ما في الصبر عن المعاصي من الآثار التي يجدها الصابر في الدنيا قبل يوم القيامة أن يجد لذة الإيمان وحلاوته في قلبه؛ فيزكو القلب ويطهر، وإذا طهر القلب ففي ذلك صلاح العبد في أمره كله.. قال صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار » ( رواه البخاري ومسلم).
وقبل الصحابة كلهم منهم التوبة، على الرغم من أنّ الذي فعله المرتدون هو شر من الذي يفعله العاصي المسلم، فقبول التوبة من المسلم العاصي، ولو كانت متكررة، أولى من قبول توبة الكافر مرة بعد مرة. ولكن هذا بشرط أن تكون التوبة الأولى وما بعدها توبةً نصوحاً صادقة من قلب صادق، وألا تكون مجرد تظاهر بذلك. وهذا الكلام لا يُفهم منه أنه تشجيع على المعاصي وارتكابها مرة بعد مرة، ولا أن يجعل المسلم رحمة الله تعالى وتوبة الله تعالى عليه سُلماً للمعاصي، لا. إنما نريد أن نشجع العاصي على التوبة مرة بعد مرة، فالقصد هو أن يطمئن قلب المسلم الذي يريد أن يرجع إلى الله تعالى بأن باب الرحمن مفتوح، وأن عفو الله سبحانه وتعالى أكبر من معصيتك، فلا تيأس من رحمة الله تعالى وعُد إليه. قال الحافظ بن رجب الحنبلي: روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عليّ، قال: "خياركم كل مفتن تواب". يعني كلما فُتن بالدنيا تاب. آثار المعاصي و الذنوب و طرق التخلص منها | المرسال. قيل: فإذا عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب. قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب. قيل: حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور". وقيل للحسن: ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثمّ يعود ثمّ يستغفر ثمّ يعود؟ فقال: ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار.
4- أن يكون فاعل الصغيرة ممن يقتدى به ويتأسى ، وذلك أن الناس ربما اقتدت به في معصيته ، لهذا ضاعف الله على نساء النبي الإثم ، لكونهن في موضع الأسوة والقدوة ، فقال سبحانه: { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا} (الأحزاب:30) ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أمر الناس بشيء أو نهاهم عن شيء رجع إلى أهله وقال لهم: " إني قد أمرت الناس بكذا ، ونهيت الناس عن كذا ، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم ، والذي نفس عمر بيده لا أسمع أن أحداً منكم ترك الذي أمرت به ، أو فعل الذي نهيت عنه إلا ضاعفت عليه العقوبة ". تلك هي الذنوب والخطايا ، وهي مهما عظمت ، ومهما بلغت ، فإن سبيل التوبة منها مفتوح للعبد ما لم يصل إلى مرحلة الغرغرة ، وما لم تطلع الشمس من مغربها ، وهذا من رحمة الله عز وجل بالعباد ، حيث سهل لهم أمر التوبة ، وخففها عليهم ، فهي لا تقتضي سوى الإنابة إلى الله ، والإقلاع عن المعصية ، والندم عليها ، والاستغفار منها ، من غير أن يكون بين التائب وبين الله واسطة ، فينبغي أن يحرص العبد على تحصيل هذه المنة العظيمة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم: ( يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري ، هذا وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم ، فكيف بحالنا نحن الخطاءون المذنبون.
تشريف النفس وتزكيتها، فالنفس إن زكت ترفّعت عن السقوط في الدنايا والخطايا، وابتعدت عمّا يحطّ من قدرها، ويخفض من منزلتها. استيقان المسلم بسوء عاقبة المعصية وشؤمها، فإن أدرك الإنسان أنّ المعصية ستجرّ عليه عواقب وخيمة؛ تركها، ولم يطمع فيها، وبلذّتها المؤقتة. قِصر الأمل، فإنّ الإنسان في حياته كالمسافر الذي يمرّ مسرعاً، ثمّ ما يلبث أن يترك الدار التي استراح فيها، أو الشجرة التي استظلّ بظلّها، فعليه أن يتخفّف ممّا لا نفع في حمله، ويحرص أن يحمل معه ما يُعينه، ولا يطيل التسويف في أمره، فإنّه ما من شيءٍ له ضررٌ على الإنسان، كالتسويف، وطول الأمل. التخفّف من فضول الطعام، والشراب، والملبس، ومخالطة الناس، فإنّ الأخطاء تتأتّى من فضول كلّ ذلك، لتجد مخرجاً تُنفَق فيه، فإن ضيّق الإنسان المباح، ضُيّق عليه الحرام كذلك، وليحرص الإنسان أيضاً على ملئ وقته، فإنّ الفراغ يسهّل على النفس نيل شيءٍ من الحرام. ثبات الإيمان في القلب ، وهو الجامع الشامل لكلّ ما ذُكر، فكلّما قوِي إيمان العبد، كان صبره عن المعاصي أعظم. سوء عاقبة المعاصي إذا أطال الإنسان الوقوع في الآثام، ولم يربّي نفسه على تجنّبها، ظهرت آثار معاصيه في حياته، وفيما يأتي بيان بعض الأضرار التي يمكث فيها العاصي: [٧] ظلمة القلب وضيقه، ومن ثمّ موته.
تذكر اسم الرقيب (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) (الأحزاب/ 52)، فالله يراقبك، ويعلم بحالك، ويعلم تحركاتك ونظراتك وسمعك وقلبك (.. وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ... ) (الأحزاب/ 51)، فإذا دفعتك نفسك إلى ارتكاب الذنوب فقل لنفسك: إنّ الله يراني، فكيف لا أخجل منه سبحانه وتعالى؟ وكفى بذلك رادعاً يحول بين العبد وارتكاب المعاصي. ►
معلومات التراسل: العنوان: حي المربع ، شارع الملك فيصل ، جنوب مستشفى المبارك الهاتف: 4013837 ، الفاكس: 4032678 فيسبوك: ▲ 37 ▼ التعليقات
مدارس الرواد حي الإزدهار مدارس الرواد حي المنصورة مدارس الرواد حي الروابي مدارس الرواد حي الأندلس مدارس الرواد حي أشبـيليـا عفواً هذه الخدمة غير متوفرة حالياً نأمل التوجه مباشرة لإدارة التسجيل بالفرع عفواً هذه الخدمة غير متوفرة حالياً نأمل التوجه مباشرة للإدارة بالفرع جميع الحقوق محفوظه لشركة عطاء©