في طبيعة العلاقة بين الملك حسين وصدام حسين، يخبرنا المؤلف أنه خلال زيارات الملك إلى بغداد كان صدام يصطحبه لزيارة قبر ابن عمه الملك فيصل لكي يضع إكليلا من الزهور على القبر، الذي طاح به الجيش العراقي في انقلاب عام 1958. ويقول إن "الملك كان يحدثني عن هذه الزيارات المهيبة، وأن صدام كان يريد أن يحلّ محل الشاه كرجل أميركا في الشرق الأوسط، وأن يقيم علاقات مع شركات أميركية كبرى". هذه العلاقة المتطورة والشخصية والقريبة بين الملك وصدام حسين أثارت شبهات في أميركا؛ لذلك سلّم سفير أميركا في عمان أثناء حرب الخليج الملك حسين رسالة من الإدارة الأميركية تحذر فيها من أن وجود "علاقة أردنية عراقية، ولو بحكم الأمر الواقع، قد أدت بالفعل إلى أضرار بسمعة الأردن في أميركا، وفي أماكن أخرى من العالم". ويذكر أن الملك كان يبذل كل جهده بل يريد أن يتجنب الحرب وأن يقنع صدام بالانسحاب من الكويت قبل أن يُطرد منها. والبارز أن الحذر من صدام في أميركا كان يقابله استنتاج من إسحاق رابين -مع تقدم عملية السلام ومصافحة الرئيس عرفات لرئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، والتوصل إلى سلام مع الملك حسين- بأن صنع السلام مع صدام يصبّ في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية.
شيلات:على الملك فيصل | وصدام حسين ❤️🔥 - YouTube
ويختتم الكاتب مذكراته بأنه بقي في الأردن بعد عودة الملك العلاجية الأولى. ويتحدث المؤلف بلهجة المتأثر بأن طائرة الملك هبطت صباحاً في يوم بارد وماطر، وكانت هذه آخر مرة يراه فيها لأنه كان عالقاً بين الحياة والموت وغائباً عن الوعي. وينهي حديثه عن مرحلة مهمة من حياته مع الملك بأن الملك نقل مباشرة إلى مدينة الحسين الطبية ليوافيه الأجل بعد يومين فقط، في الساعة 11:43 صباحاً، في 7 فبراير (شباط) من العام 1999
عندما يهجم أسد على ثعلب, تتعاطف الأغلبية مع الثعلب ضد الأسد, باعتباره الطرف الضعيف في المنازلة, حتى قبل التثبت من السبب والدافع للهجوم, وكما يقول المثل الشعبي؛(ضربني وبكى.. سبقني واشتكى)!!. الأسود تمتلك الشجاعة, ولكن الثعالب, لديها أسلحة أخرى, مثل؛ الحيلة, والمراوغة, والصوت العالي, والخباثة. ماذكرته آنفاً ينطبق, بهذا القدر أو ذاك, على الذي جرى بين العراق والكويت في 2-8-1990, وما قبله, وما بعده. لا أريد الغوص في تاريخ العلاقة الشائكة بين البلدين, ولكن ما أودّ الإشارة إليه هنا, هو إن قضية الكويت كانت حاضرة في مختلف العهود ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في 23 آب 1921, وهي من القضايا القليلة التي فيها شبه اجماع رسمي وشعبي عراقي, مؤداه؛ إن الكويت, جزء لا يتجزأ من العراق. فقد طالب بها؛ الملك غازي, ونوري السعيد, وعبد الكريم قاسم, وصدام حسين. والغريب إن هؤلاء الأربعة, كانت نهايتهم دموية ومأساوية!!. فهل أضحت الكويت مثل (لعنة الفراعنة), يطال شرّها كلُّ من يقترب منها ؟!!. لقد أشار لذلك؛(سعد البزاز), في كتابه؛(حرب تلد أخرى), الذي صدر عام 1992, والذي أثار غضب النظام عليه, وكانت هذه الإشارة بالذات, هي من ضمن (المآخذ), التي سُجّلت على الكتاب, من وجهة نظر الحكومة.