فوائد قراءة سورة البقرة لابدَّ لنا بعد الحديث عن حكم قراءة سورة البقرة يوميا أن نتطرق إلى ذكر بعض فوائد سورة البقرة التي لا تعدُّ ولا تحصى، ومن هذه الفوائد نذكر: تبعد قراءة سورة البقرة الشياطين عن منزل قارئها وتطرهم بعيدًا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف:"إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ". تبطل قراءة سورة البقرة سحر السّحرة، وتبعد أذاهم بإذن الله تعالى، ودليل ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف:"اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". ما حكم قراءة سورة البقرة يوميًا عند ابن باز؟ – زيادة. تشفع سورة البقرة لقارئها يوم القيامة، فقد ورد عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-قوله:"قرؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي شافعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهراوَين: البقرةَ وآل عِمرانَ، فإنهما يأتيان يومَ القيامة كأنَّهما غمامتانِ أو غيايتانِ أو فِرقانِ مِن طيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ صاحِبَهما". تحتوي سورة البقرة على آية الكرسي التي تعدُّ قراءتها عقب كلِّ صلاة كفالة للمسلم بدخول الجنة بإذنه تعالى، فقد وردنا عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف أنَّه قال:"من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة من الأحكام الفقهيّة التي يرغب طُلّاب العلم الشرعيّ، وخاصّةً طُلّاب عُلُوم القرآن، والذين يُداومون على قراءة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النّهار، والقرآن هو الكلام الذي فاق كُلّ كلام، والبيان الذي ارتقى عن كُلّ بيانٍ، فالفرق بين كلام الله وكلام النّاس كالفرق بين الله والنّاس، وفيما يلي سنتعرّف على حكم قراءة سورة البقرة يوميا.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ. سورة البقرة وآل عمران تشفعان لأصحابهم يوم القيامة. حكم قراءة سورة البقرة يوميا ابن باز – جربها. عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ رضِي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: يُؤتَى بالقُرْآنِ يومَ القيامةِ وأهلِه الَّذين كانوا يَعمَلون به، تَقدُمُه سورةُ البقرة وآلِ عِمْرانَ- وضرب لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثةَ أمثالٍ ما نَسيتُهنَّ بعدُ- قال: كأنَّهما غَمَامَتانِ، أو ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بينهما شَرْقٌ، أو كأنَّهما حِزْقانِ من طَيرٍ صوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحبِهما. الغمامتين: السحابتين العظيمتين ذات اللون الأسود، بينهم نور: أي لا تستران الضوء. سورة البقرة تعد سببًا من أسباب الحصول على البركة والحسنات، ومن أعرض عنها فإنه سيقوم بإضاعة العديد من الفضائل في الدنيا والآخرة. هي الحافظة والكافية، قراءة آية الكرسي تحفظ الإنسان من شياطين الجن والإنس، وذلك وفقًا لما رواه أبو هريرة. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شيطَانٌ.
لكن إن لم يكن في أهل البيت من يستطيع أن يقرأ سورة البقرة ، ولم يكن هناك من يقرؤها لهم في البيت ، واستخدموا المسجل في قراءتها ، فالأظهر ، إن شاء الله ، أنه يحصل لهم هذه الفضيلة في البيت: فرار الشيطان منه ؛ لاسيما إن كان من أهل البيت من يستمع القراءة من المسجل. وفي هذا الرابط كلام حسن نافع، حول ذلك، لفضيلة الشيخ عبد المحسن الزامل حفظه الله: وينظر جواب السؤال رقم: ( 69963). وتقييد الفرار بثلاثة أيام ورد في حديث ضعيف كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم: ( 243279). ثالثًا: أما "القرين" فقد ورد ذكره في حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ رواه مسلم (2814). حكم قراءة سورة البقرة يوميا ابن باز. والذي يظهر أن هذا الشيطان لا ينفك عن الإنسان ، لكن شره يذهب بالعبادة ، وتستمر المجاهدة بين الإنسان والشيطان ، حتى يلقى الإنسان ربه ، فيثيبه الله على تلك المجاهدة. قال "ابن هبيرة" في فقه الحديث: " في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمنا أن كل شخص وإن بلغ من العبادة والعلم ما بلغ لا ينفك عنه شيطان يوكل به يغويه ويسول له ، ويشككه في الدين ، وأنه أيضًا معان بملك يسدده ويرشده ، وسألني بعض الناس مرة أخرى الكلام ، قلت له: هل ترى الملكين اللذين معك ؟ فقال: لا ، وكان جالسًا عندي في الدار فقلت اخرج إلى الشمس وانظر هل ترى ظلك أم لا ، وإنما عنيت بذلك أنه لم ير الملكين من حيث تكاثف الظلمة على البصيرة ، فلو قد طلعت عليه شمس من نور الإيمان لأضاءت له البصيرة ، فأبصر ما لم يره من قبل "، انتهى من "الإفصاح" (2/ 121 - 122).