وأضاف: «ينسجم ذلك، مع توجه بلادنا نحو الاستفادة من هذه التقنيات، التي توجت بصدور الأمر الملكي بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود». وعد وكيل جامعة الطائف للشؤون الأكاديمية والتطوير إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي خطوة مهمة نحو تعزيز مسيرة الابتكار والتحول الرقمي في المملكة، والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتطوير كفاءة الأداء على المستويين الحكومي والخاص من خلال الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وصولاً إلى تعزيز مستويات الأداء والإنتاجية وتحفيز ريادة الأعمال ودعم الشباب، إضافة إلى تقديم خدمات للمواطنين أكثر ابتكاراً. وشهدت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في جامعة الطائف جلستين عمليتين، حيث عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان: «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»، والثانية تحت عنوان: «اللغة العربية.. الفرص والتحديات»، إضافة إلى أصبوحة شعرية.
اللغة العربية لغة عالمية بعدد الناطقين بها، وعدد المحتاجين لها من غير العرب، يتعلَّمُونها لأسباب متعدِّدة كالسياسة، والأمن، والاستثمار في التجارة والاقتصاد، وهذا ما أعطاها مكانة مرموقة ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وتحتل حالياً مرتبة لا بأس بها على محركات البحث العالمية. واعتبرها المختصون ضمن اللغات الخمسين الأكثر بروزاً في الترجمة. غير أن هذا الاعتراف لا يغنيها عن التكيُّف والتأقلم مع العولمة بمظاهرها وأدواتها ورفع التحديات التي تواجهها في عقر دارها، ففي حاضرها ليست هي لغة التخاطب اليومي في أيّ بلد من البلدان العربية، بل هناك ازدواج يفرّق بين اللّغة الفصحى والعاميّة لغة التداول اليومي. بيد أنَّ المتتبع لصيرورة اللغة العربية يجدها تسير بخطى متثاقلة، لتصبح إحدى لغات الثّقافة العالمية الأكثر تنافسية على مستوى منصَّات الشابكة الإلكترونية، نظراً لغياب نظرة فاحصة تنمّ عن بحث عميق وجريء حول جدل اللّغة العربية والعولمة، تفضي إلى مشاركة فعّالة وإيجابية في النهضة البشرية، باعتبارها نسقاً رمزياً دلالياً وفكرياً ونفسياً واجتماعياً وتواصلياً، يتميَّز بالتعدُّد والتباين، ويحافظ على عصب الانصهار الاجتماعي والتجانس القومي.
دعا وكيل جامعة الطائف للشؤون الأكاديمية والتطوير الدكتور عبدالرحمن الأسمري، إلى إطلاق مشاريع بحثية تسهم في خدمة اللغة العربية بالاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكذلك توظيف اللغة العربية بالشكل الأمثل في تلك التطبيقات. وجاءت دعوة الدكتور الأسمري خلال احتفال جامعة الطائف أمس (الأربعاء) باليوم العالمي للغة العربية للعام الحالي 2019، تحت شعار «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي». وأشار وكيل جامعة الطائف للشؤون الأكاديمية والتطوير في كلمته خلال الاحتفال، إلى أن محور الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام يمثل فرصة لتبادل الرأي والتجارب والخبرات، في كيفية التوفيق بين اللغة العربية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. ولفت الدكتور الأسمري إلى أن تخصيص الـ18 من ديسمبر من كل عام ليكون يوماً عالمياً للغة العربية، والاعتراف بمكانتها الحضارية وقيمتها الثقافية، جاء ثمرة لمساعي المملكة لدى منظمة اليونسكو، ليكون اعتماده إسهاماً من إسهاماتها في خدمة هذه اللغة، انطلاقاً من اعتزازها بهويتها العربية، التي هي لسان حضارتنا وثقافتنا الوطنية. وأكد وكيل جامعة الطائف للشؤون الأكاديمية والتطوير أن هذا الإسهام الكبير من المملكة في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، يضاف إلى العديد من الإسهامات الأخرى المهمة للمملكة في مجال خدمة اللغة العربية، ومنها الدور الذي يؤديه مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية، وبرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو، وغيرها من المبادرات والإسهامات.