على الرغم من مرور اكثر من ثلاثين سنة على البدء بالتنقيبات في جرموا(نسبة الى قلعة جرموا الحديثة في محافظة السليمانية) وعلى الرغم من العثور على بقايا عظام مدجنة للأغنام وعلى معالم اكواخ مستديرة وجد بداخلها عدد من المواد المنزلية ذات العلاقة بالزراعة في قرية زاوي جمي، فما تزال قرية جرمو تتمتع بالأولوية باعتبارها اقدم القرى الزراعية الحقيقية المكتشفة لحد الان. تقع اطلال هذه القرية على بعد احد عشر كيلومتر شرقي بلدة جمجمال، وترتفع عن مستوى السهل المجاور بما يقرب من 23 قدما. اكتشفت خرائبها المديرية العامة للاثار والتراث، ثم شرعت بعثة من جامعة شيكاغو بالبحث فيها 1948 واستمرت لغاية 1955. قرية ، العصر الحجري الحديث ، عتيق ، قبل التاريخ ، قديم ، هندسة معمارية ، التاريخ ، تاريخي ، أثري ، بناء ، حضارة | Pikist. وقد اسفرت الحفريات عن كشف ست عشرة طبقة آثارية او دار سكنية مشيدة بالطوف غير المنتظم. وكانت الطبقات الاحدى عشر الاولى اعتبارا من التربة البكر في الاسفل خالية من الاواني الفخارية، ولذلك سميت هذه المرحلة القروية التي عاشها طلائع الفلاحين من سكان هذه الدور بفترة ما قبل الفخار، ما يدل على انها فترة بدائية في تطور القرى. وقد كشفت التنقيبات اثارا مماثلة لهذه الفترة في عدة مستوطنات قديمة نذكر منها قرية اريحا في فلسطين ومحاطة بوادي الاردن وخوية التنور في جنوب لبنان وفي جتل اويوك بأسيا الصغرى.
وتطور البناء فبعد ان كان الفلاحون يسكنون اكواخا بدائية مستديرة الشكل في الفترات السابقة، تعلموا بناء بيوت مستطيلة من اللبن بعضها فوق اسس من الحجارة، وكانت الحدران تكسى بطبقة من ملاط طيني ناعم وبلطت ارضيات الدور فوق قصب كما استعمل القصب واغصان الاشجار لتسقيف البيوت وبلغ معدل طول الغرفة في البيت الواحد من خمسة الى ستة امتار. وكان البيت الواحد يحتوي على اكثر من غرفة واحدة وقدر عدد بيوت القرية الواحدة من 25بيت وعدد سكانها بما لا يتجاوز 150نسمة. 3- العصر الحجري الحديث في العراق. وقدر تاريخ بدايات هذه القرية مطلع الالف الثامن قبل الميلاد. وتعتبر قرية حسونة ثاني اقدم قرية عراقية تقع على بعد ثمانية كيلومترات الى الشرق من مركز ناحية الشورة جنوبي مدينة الموصل. لقد شهدت هذه القرية تطورات الثورة الزراعية بشكل اوضح مما في قرية جرمو. كما انها تشير الى انتشار القرى في السهل الشمالية بعد بدء الاستيطان الزراعي في سفوح الجبال. لقد كشفت التحريات عن استمرار الاستيطان لحوالي عشرة اجيال من التجمعات السكانية التي وجدت مخلفاتها في ستة عشر طبقة رئيسة ، ظهرت في اسفلها آثار مستوطن زراعي مبكر، على ما يسميه الاثاريون التربة البكر، ويبدوا ان المستوطنين الاوائل كانوا يسكنون الخيام اذ لم يعثر على بقايا بيوت مشيدة، بل على كميات من الفخار.
يبدو أن تطور ثقافة العصر الحجري الحديث كان تغييرًا تدريجيًا وليس تغييرًا مفاجئًا. يعتبر الفخار عنصرًا آخر يجعل تأريخ العصر الحجري الحديث إشكالية. في بعض المناطق ، يُعتبر ظهور الفخار رمزًا للعصر الحجري الحديث ، ولكن هذه الفكرة تجعل مصطلح العصر الحجري الحديث أكثر غموضًا ، نظرًا لأن استخدام الفخار لا يحدث دائمًا بعد الزراعة: في اليابان ، يظهر الفخار قبل الزراعة ، بينما في الزراعة في الشرق الأدنى تسبق إنتاج الفخار. كل هذه العوامل تجعل نقطة بداية العصر الحجري الحديث غامضة إلى حد ما. يجب أن نتذكر أن أصل المصطلح يكمن في نظام التصنيف في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (المفصل أعلاه) ويجب أن نضع في اعتبارنا حدوده. من أجل عكس التأثير العميق للزراعة على السكان ، قام عالم آثار أسترالي يُدعى جوردون تشايلد بنشر مصطلح "ثورة العصر الحجري الحديث" في الأربعينيات من القرن الماضي. ومع ذلك ، يُعتقد اليوم أن تأثير الابتكار الزراعي كان مبالغًا فيه في الماضي: يبدو أن تطور ثقافة العصر الحجري الحديث كان تغييرًا تدريجيًا وليس تغييرًا مفاجئًا. معلومات عن العصر الحجري الحديث - المنشورات. علاوة على ذلك ، قبل إنشاء الزراعة ، أظهرت الأدلة الأثرية أن هناك عادة فترة من الحياة شبه البدوية ، حيث قد يكون للمجتمعات ما قبل الزراعية شبكة من المعسكرات وتعيش في مواقع مختلفة وفقًا لكيفية استجابة الموارد للتغيرات الموسمية.
يعود تاريخ هذه القرية حسب اختبار كربون14المشع الى حوالي 5570(زائد او ناقص250) سنة قبل الميلاد. وفي قرية ام الدباغية التي تقع في هضبة الجزيرة على بعد ستة وعشرين كيلو متر الى الغرب من مدينة الحضر وجدت اطلال قرية زراعية قديمة كانت تعيش على زراعة القمح والشعير والعدس والبزالياء ، وعلى رعي الماعز والخراف والابقار والخنازير. واتضح ان اقدم المقرات السكنية في هذه القرية كانت عبارة مبان مدورة او بيضوية متجاورة استخدم بعض اجزائها للخزن. ولوحظ ان فخاريات هذه القرية شبه كثيرا فخريات قريتي حسونة ومطارة مما يدل على تزامن هذه القرى الثلاث، وعلى نوع من الصلات بينها. ويعود تاريخ ام الدباغية حسب اختبار كربون 14 المشع الى منتصف الالف السادس قبل الميلاد او بحدود 5570 (زائد او ناقص 120) سنة قبل الميلاد. واتضح من التنقيبات الاثارية في خرائب مدينة نينوى الاشورية التي تقوم على تخوم مدينة الموصل ان هذه المدينة المشهورة كانت في العصر الحجري الحديث قرية بدائية وتعود اثارها وطبقاتها الاولى ومعظم الثانية الى عصر حسونة ويرجع تاريخها الى نقس العصر اي الى عام 5600قبل الميلاد. وكانت الزراعة وما يتصل بها مثلما كانت في قرية حسونة.
وتتضمن أهم المواقع الأخرى التي تم اكتشافها في جزيرة مروح مجمعاً كبيراً من مواقد الطهي يرجع تاريخها إلى العصرين البرونزي والحديدي (بين 5000 - 3000 سنة مضت)، وعدداً من الأفران الجيرية تعود إلى أوائل العصر الإسلامي، ومواقع مختلفة مرتبطة بالفترة التاريخية (250 سنة ماضية) عندما اعتمد السكان المحليون على صيد اللؤلؤ والأسماك كنشاط اقتصادي أساسي. وتحتضن المنطقة أيضاً مسجداً جدرانه من الحجر الجاف في قرية اللفة، وسلسلة من الجدران الأثرية في قرية مروح، ومقبرة إسلامية وفناء منزل خشبي قديم، ومرفأ للسفن ومسجد في قرية قريبة، وكذلك نظاما تقليديا لتجميع المياه والآبار. وقال الدكتور بيتش: "تبقى أمامنا مساحة كبيرة للتنقيب بها في قريتي العصر الحجري المتأخر في الموقعين "أم آر 1" و"أم آر 11". وكشفت أنشطتنا الأخيرة عن بيوت ذات تصاميم ثلاثية الأطراف، تتميز بجودة بنائها باستخدام الحجر الجيري المحلي الذي تم جمعه من المنطقة المحيطة بها. ويتراوح عرض الجدران السميكة لهياكل هذه البيوت من 60 إلى 70 سم، وهو ما يدل على أن الهيكل تم تشييده بجدران ذات دعامات خارجية ساعدت على خلق مظهر القبة الممتدة. وبعد بناء الغرفة المركزية في اتجاه "الشمال- الجنوب"، تمت إضافة غرفتين إلى الجانبين الشرقي والغربي".