باب الحوائج: هذا اللقب كان من أشهر ألقابه ذكراً ، وأكثره شيوعاً ، انتشر بين العام والخاص ، حتّى أنّه ما أصاب أحدهم مكروه إلاّ فرّج الله عنه بذكره ، وما استجار بضريحه أحد إلاّ قضيت حوائجه ، ورجع مثلوج القلب ، مستريح الضمير ، ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها ، وقد آمن بذلك جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم. القاب الامام علي بن ابي طالب. يقول أبو علي الخلاّل ـ شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي ـ: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب. وقال الإمام الشافعي: قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب. وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام) في حياته ملجأ لعموم المسلمين ، كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين ، لأنّ الله تعالى منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد. وقد روى الخطيب البغدادي قضيّة كان فيها شاهد عيان ، عندما شاهد امرأة مذهولة ، مذعورة ، فقدت رشدها لكثرة ما نزل بها من الهموم ، لأنّها أخبرت أنّ ولدها قد ارتكب جريمة ، وألقت عليه السلطة القبض وأودعته في السجن ، ينتظر الحكم القاسي والظالم ، فأخذت تهرول نحو ضريح الإمام مستجيرة به ، فرآها بعض الأوغاد ، الذي لا يخلو الزمان منهم ، فقال لها: إلى أين ؟ قالت: إلى موسى بن جعفر ، فإنّه قد حُبِس ابني ، فقال لها بسخرية واستهزاء: إنّه قد مات في الحبس.
«شمائله (عليهالسلام) المباركة» روي انّه (عليهالسلام) كان أشبه الناس برسول الله (صلي الله عليه و آله) خَلقاً و خُلقاً[14] و كانت شمائله شمائل رسول الله (صلي الله عليه و آله)[15]، و ملخص الروايات التي تبيّن شمائله (عليهالسلام) هي مايلي: كان (عليهالسلام) أبيض، مشرباً حمرة، أجلي الجبين، أقني الأنف، غائر العينين، مشرف الحاجبين، له نور ساطع يغلب سواد لحيته و رأسه، بخدّه الأيمن خال، و علي رأسه فرق بين و فرتين كأنه الف بين واوين، أفلج الثنايا، برأسه حزاز[16]، عريض ما بين المنكبين، أسود العينين، ساقه كساق جدّه أمير المؤمنين (عليهالسلام) و بطنه كبطنه. و ورد ان المهدي طاووس أهل الجنة وجهه كالقمر الدّري عليه جلابيب النور، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، ليس بالطويل الشامخ و لا بالصقير اللازق بل مربوع القامة، مدوّر الهامة، علي خدّه الأيمن خال كأنّه فتاة مسك علي رضراضة[17] عنبر، له سمت ما رأت العيون أقصد منه[18] صلي الله علي آبائه الطاهرين. ------------ [1] - هود، الآية 86. [2] - كمال الدين، ج 1، ص 331، ضمن حديث، 16، باب 32. [3] - كمال الدين، ج 1، ص 310، ح 1، باب 28. القاب الامام على موقع. [4] - البحار، ج 53، ص 9.