إلى جانب ذلك، ينبه الله عز وجل أن اتباع الأهواء في الكثير من الحالات دون الرجوع إلى القرآن الكريم وتفسيراته. فهذا يدل على أن جهل الإنسان وأنه غير قابل للتعليم التعاليم الصحيحة. أما بالنسبة للجزء الأخير من الآية، فهو يدل على ضرورة أن يكون الإنسان على علم بتعاليم دينه. حيث أن الجهل يؤدي إلى ارتكاب المعاصي دون معرفة. سورة لقمان ومن الناس من يشتري لهو الحديث. وعلى الجانب الآخر، يكون على المسلم المؤمن على حق، آلا يتبع الأهواء الشخصية والذاتية. والتي تقوم على الإقدام على الأحاديث غير الصحيحة التي قد تؤدي إلى تضليل الناس. كما يشر تفسير الطبري، إلى أن المسلم الذي يقوم على إتباع أحاديث الناس والتفسيرات غير الحقيقة وخاصة لو كانت عن تعاليم الدين. فيكون له حساب على تقاعسه عن البحث عن المعنى الصحيح. تفسير ابن كثير للآية من يشتري لهو الحديث كان تفسير ابن كثير مختلف قليلا عن باقي التفسيرات حول تفسير: ومن الناس من يشتري لهو الحديث، حيث كان التفسير أكثر تشدداً من التفسيرات الأخرى، حيث تضمن كل من: يقول ابن كثير أن تفسير هذه الآية يدل على أن لهو الحديث هو الخطأ في تفسير الأحاديث النبوية الشريف، والآيات القرآنية وهو يعتبر ذنب وكفر كبير. كما يزيد على هذا أن تفسير هذه الآية يكون من خلال خضوع الفرد إلى عذاب كبير.
_____________________ أخرجه الترمذي (1282 و 3193) وابن جرير الطبري في " التفسير " (21 / 39) وأحمد (5 / 252 و 264) والحميدي (910) وابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " (ق 5 / 1) والبيهقي في " السنن " (6 / 14) والثعلبي في " تفسيره " (3 / 75 / 1) وعنه البغوي في " تفسيره " (6 / 284) والواحدي في __________جزء: 6 /صفحہ: 1015__________ " الوسيط " (3 / 190 / 2) من طرق عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به. ومن الناس من يشتري لهو الحديث سبب النزول. وكذا رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (8 / 7805 و 7825 و 7855 و 7861 و 7862) وقال الترمذي: " حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة ، وعلي ابن يزيد يضعف في الحديث، قاله محمد بن إسماعيل ". ونقل البيهقي عن الترمذي أنه قال: " سألت البخاري عن إسناد هذا الحديث؟ فقال: علي بن يزيد ذاهب الحديث، ووثق عبيد الله بن زحر، والقاسم بن عبد الرحمن ". قلت: وقد تابعه الفرج بن فضالة الحمصي عن علي بن يزيد به دون ذكر الآية. أخرجه أحمد (5 / 257 و 268) والطيالسي أيضا (1134).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه قال: (الغناء قرآن الشيطان، فالذي يدمن سماع الغناء فهو شيطان، وهو حجاب كثيف عن الرحمن، وهو رؤية الشهوات، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المُنى) وقد سئل الإمام أحمد عن الموسيقى والألحان فقال: (لا يفعلها عندنا إلا الفساق) وقال شيخ الإسلام: (أولئك هم المخنثون عندنا) فكيف للبعض أن يجمع بين حب القرآن وحب الغناء؟ وكيف يستقبل القلب ويتقبله كأمر عادي؟ شتان شتان بين القرآن وذاك.. وأختم بقول الإمام ابن القيّم رحمه الله حيث قال إن حب القرآن وحب ألحان في قلب عبد مؤمن لا يجتمعان
فالغناء رقية الزنا الغناء طريق الشيطان إلى معصية الرحمن. الغناء ينبت في القلب النفاق وسوء الأخلاق. ومن المؤلم والمؤسف أن الكثير من الرجال والنساء الذين ضعف إيمانهم وخفت عقولهم،شغلوا أوقاتهم وملأوا أرجاء بيوتهم بأصوات المغنين والمغنيات. بل وألصقوا صورهم حبا لهم وإعجابا بهم. تفسير قوله تعالى {لهو الحديث} بالأسانيد إلى الصحابة والتابعين وبيان صحيحها من ضعيفها. وهذا من مصائب هذا الزمان أن نرى هؤلاء يلقون إجلالا وتعظيما للمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات. حتى لقد أصبح كثير من الشباب يعرف عن هؤلاء المغنين والمغنيات وأغنياتهم كل شيء ولو سألته عن معنى لا إله إلا الله لقال: هاه هاه لا أدري. ولو سألته عن مواقيت الصلاة لقال:لا أدري ولو سألته عن كتاب الله وعن بعض السور القصيرة لقال: لا أدري بل إن بعضهم لا يفرق بين الآية والحديث ولو سئل عن أبسط جزئيات الدين لقال:لا أدري وكيف يدري ومن أين يدري؟ وهمته متجهة للمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات وجل أوقاته يضع السماعات في أذنه ليستمع إلى كلمات الحب والهيام أو وصف العيون وكلمات الغرام. نعم: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) لقمان: 6 أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ال خطبة الثانية ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) وقوله تعالى: (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) ، ووصف العذاب بأنه (مُهِينٌ): مقصود هنا.