تاريخ النشر: الأحد 29 شوال 1430 هـ - 18-10-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 128004 23903 0 284 السؤال هل يجوز للمرء أن يدعو لنفسه بهذا الدعاء: اللهم اجعل لي لسان صدق في الآخرين، اللهم اجعل لي عندك قدم صدق؟ ولماذا قال في الأولى: الآخرين ـ ولم يقل في الأولين؟ ولماذا في الثانية اختار قدم؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد فإن هذين الدعاءين من الأدعية الطيبة المباركة، فيشرع للمسلم أن يدعو بهما لنفسه ولغيره، لأنهما مقتبسان من القرآن الكريم، ففي الدعاء الأول يقول الله تعالى على لسان نبية وخليله إبراهيم عليه السلام: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ {الشعراء:83-84}. قال أهل التفسير: واجعل لي لسان صدق في الآخرين أي واجعل لي ذكراً جميلاً بعدي أذكر به ويقتدى به في الخير. « وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ » ما تيسر من سورة الشعراء الشيخ محمد صديق المنشاوي - YouTube. وقال القرطبي في تفسيره: روى أشهب عن مالك قال: قال الله عز وجل: واجعل لي لسان صدق في الآخرين. لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحاً ويرى في عمل الصالحين، إذا قصد به وجه الله تعالى، إذ هي الحياة الثانية، فقد قيل: مات قوم وهم في الناس أحياء.
تفسير و معنى الآية 84 من سورة الشعراء عدة تفاسير - سورة الشعراء: عدد الآيات 227 - - الصفحة 371 - الجزء 19. ﴿ التفسير الميسر ﴾ واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «واجعل لي لسان صدق» ثناء حسنا «في الآخرين» الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. ﴿ تفسير السعدي ﴾ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ أي: اجعل لي ثناء صدق, مستمر إلى آخر الدهر. فاستجاب الله دعاءه, فوهب له من العلم والحكم, ما كان به من أفضل المرسلين, وألحقه بإخوانه المرسلين, وجعله محبوبا مقبولا معظما مثنًى عليه, في جميع الملل, في كل الأوقات. تفسير: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين). قال تعالى: وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين) أي: ثناء حسنا ، وذكرا جميلا وقبولا عاما في الأمم التي تجيء بعدي ، فأعطاه الله ذلك ، فجعل كل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه. قال القتيبي: وضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون به. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أى: واجعل لي ذكرا حسنا، وسمعة طيبة، وأثرا كريما في الأمم الأخرى التي ستأتى من بعدي.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: والله، لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك! ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته، فتدبرت السبب، فوجدته السريرة. كما روي عن أنس بن مالك: أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم؛ وإنما كانت له سريرة. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر. ﴿ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطًّارق: 8-10]. وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ - منتدى الكفيل. وصلوا وسلموا على نبيكم..
السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم ((وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ)) الشعراء/ 84 روى علاّمة الهند، عبيد الله بسمل في كتابه أرجح المطالب، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه، في كتاب (المناقب): أنّه روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق، بن محمد الباقر، في قوله تعالى: ((وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ)). قال: هو علي بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم (عليه السلام). فقال: اللّهم اجعله من ذريتي. ففعل الله ذلك. أرجح المطالب/ ص71 وأخرج نحواً منه علاّمة الأحناف، المير محمد صالح الترمذي الكشفي في مناقبه. المناقب للكشفي/ الباب الأول تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق { (84) وَاجْعَلْ لِى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الآخِرِينَ} جاهاً وحسن صيت في الدنيا يبقى اثره الى يوم الدين ولذلك ما من امّة الاّ وهم محبّون له مثنون عليه. في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام لسان صدق للمرء يجعله الله في الناس خير له من المال يأكله ويورثه أو المراد واجعل صادقاً من ذريتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه وهو محمّد وعليّ والأئمّة عليهم السلام من ذرّيتهما.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، والهجوا له بالحمد والثناء ولن تبلغوا حمده، ولن تحصوا ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه؛ فهو الرب الكريم، البر الرحيم، العليم الحكيم ﴿ وَهُوَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآَخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص:70]. أيها الناس: يحب الإنسان أن يذكر ويحمد وهو الذي خلق ولم يك شيئا، ومرت أحقاب من الزمن لم يكن فيها موجودا ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان:1]. هذا الإنسان الذي لم يكن يذكر، يحب أن يذكر ويحمد ويثنى عليه، يستوي في ذلك الرجال والنساء، والكبار والصغار، وأشراف الناس وسوقتهم. بل لا يكاد المرء يسعى لشيء سعيه لنيل محامد الناس وثنائهم؛ ولذا كان من أصول التربية تشجيع المتربي، والثناء عليه إذا أحسن. كما أن مما يقتل الإنسان معنويا، ويميت مواهبه ومميزاته كثرة ذمه ونقده والقدح فيه والحط عليه. ولكلمة الثناء حلاوة لا ينساها الممدوح بها، ولكلمة الذم مرارة تعمل في القلب عملها. ولا يظنن أحد من الناس كبر أم صغر أنه مستغن عن الثناء والحمد والمدح، ولو لم يبق للإنسان إلا يوم واحد في الدنيا لأحب أن يسمع فيه ثناء عليه، وحمدا له.