المصدر: الطريق إلى الله
يؤنسه، ويحدثه، ويملأ قبره نوراً، فلا يزال في فرح، وسرور حتى قيام الساعة. ولا يكون شيئاً أحب إليه من قيام الساعة، فيقول ربي أقم الساعة، ربي أقم الساعة. فيقال له: نم كنومة العروس في خدرها. ويفتح له باباً إلى النار، فيرى فيه شرها، وحرها، وعذابها، وأغلالها، فيقال له: مقالات قد تعجبك: (أنظر هذا كان سيكون مقامك لولا أن ثبتك الله فيغلق. ويقولان له: لا عليك قد أبدلك الله بموضع كهذا في الجنة، نم سعيداً. فلم يدري ما مر به من شهور، وأعوام، ودهور، وهذا دليل على إنه لا ليل ولا نهار في عالم البرزخ. حساب الملكين للكافر فإن كان الميت له عقيدة التوحيد فعند سؤاله من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وما قبلتك؟ يقول: (لا أدرى)، فيضرب ضربة يشتعل منها قبره ويصرخ صرخة يسمعها كل خلق الله إلا الثقلين الجن والإنس. هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ ام لا - ساحة العلم. ثم تُطفئ النار، ثم يضرب مرة أخرى فيشتعل القبر ناراً، ويصرخ ويظل في عذاب حتى قيام الساعة. اقرأ أيضا: حقائق غريبة عن حياة البرزخ حال العصاة من الموحدين من الناس من كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. وهو يقرأ القرآن، لكنه لا يأتي أوامره، ولا ينتهي بنواهيه. ومنهم من ينطق الشهادتين، ولا يقرأ القرآن، ولا يأتي من أركان الإسلام إلا الشهادتين.
ويقول أيضاً: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني)[الأعراف: 143]. ومن الإعجاز الطبي أيضاً ما ذكره القرآن من أن الروح لا تبعث في الجنين في بطن أمه إلا بعد الشهر الثالث من عمره وقد قدرها الفقهاء 120 يوماً وهذا هو نفس ما توصل إليه العلم في العصر الحديث. هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ ام لا - دار الافادة. فالجنين قبل ذلك لا يكون كامل النمو فهو إما نطفة أو علقة أو مضغة، وكلها مراحل بدون روح وهو ما يسمى في الطب بالحياة البيولوجية مثل حياة النبات أو حياة المني والبويضة، وفي ذلك يقول الله تعالى: (ثم سواه ونفخ فيه من روحه)[السجدة: 9]. ومعنى سواه: أي: أكمل خلقه... ومعناه: أن نفخ الروح لا يأتي إلا بعد اكتمال الخلق والنمو في الرحم، وهذا ما يؤكده العلم فالجنين بعد الشهر الثالث يتحول إلى إنسان حي وله حركة إرادية ويسمع الأصوات، بل إن بعض الأبحاث العلمية تذكر أنه يطرب للموسيقى وينزعج لخلافات الوالدين ولا يحدث ذلك إلا بعد اكتمال الشهر الثالث. والله تعالى يحفظ الروح داخل الجسد فلا تفارقه إلا بأمره وفي الموعد المحدد وفي ذلك يقول تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ)[الطارق: 4]. والحافظ هنا كلمة تحمل معاني كثيرة، فالحافظ قد يكون ملاكاً داخل الجسم أو خارجه يلازم الروح ويحافظ عليها حتى لا تغادر الجسد.
وأما الكفار والبغاة فيعرفون مصيرهم في النار والعذاب ويقول تعالى: (وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم). ويفسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: (إنما نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه) متفق عليه. ويقول أيضاً: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الجنة أو النار بالغداة والعشي). والأرواح تعيش حرة طليقة في البرزخ بين السماء والأرض، وهي لا ترتبط بالجسم ولا بالقبر... هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ ام لا – أخبار عربي نت. وكان الناس قبل الإسلام يقدسون المقابر ويبنون للموتى أضرحة فاخرة ويضعون فيها الطعام والأنوار والحراس اعتقاداً منهم أن روح الميت مرتبطة بالقبر وتسعدها هذه المظاهر... فأمر الإسلام بهدم القبور وتسويتها بالأرض بل نهى الرسول عن زيارتها حتى ينسى الناس هذا التقليد الجاهلي فلما نسوه وآمنوا قال الرسول: (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترقق القلوب) وفي رواية أخرى: (إنها تذكر بالموت) (ولم يقل: فإنها تسعد الميت). ومعناه: أنه لا توجد صلة بين روح الميت والقبر أو بينها وبين الجسد والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين، ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والزناة والمشركين.
ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها (الأمر الكوني) في زمن يوم أرضى تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم. وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792. 5كم / ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين. - أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم الغيب، وتقدرها بأنها تعادل خمسين مرة × السرعة السابقة أي: خمسين مرة سرعة الضوء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المعارج الآية الرابعة: ـ (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792. 5 × 50 كم / ث والله أعلم. طبيعة الروح من طبيعة الله: في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم بعد إتمام خلقه فيقول تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) [ص: 72].. ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح: (ثم سواه ونفخ فيه من روحه)[السجدة: 9]. فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله.. فهي لا ترى بالعين البشرية؛ فالله تعالى يقول عن نفسه: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)[الأنعام: 103].