أسأل الله أن يجعل حياتنا وبيوتنا آمنةً مستقرَّة، وأن يديم عليها السّكن والمودة والرحمة. * للاطلاع على القاعدة الأولى.. السَّكن والمودّة والرَّحمة هي الأصل في الحياة الزوجية * للاطلاع على القاعدة الثالثة.. في القرآن بيانُ كلِّ شيءٍ يحتاج إليه الزَّوجان
وقد يقول قائلٌ: ألستَ ترى بيوتًا صالحةً طيِّبةً، وأهلها ملتزمون بمنهج الله جل وعلا، ومع ذلك تعاني من الشَّقاء واضطراب السَّكن؟! خطبة بعنوان: (مشاهداتي في حج عام 1435هـ) بتاريخ 16-12-1435هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. فأقول: هذا صحيح، ولا يخالف القاعدة، فإنّه مهما بلغ البيت من الصلاح والاستقامة؛ فإنه قد لا يخلو من أسباب الشَّقاء، قال تعالى: ﴿ وَمَاۤ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ ﴾ [الشُّورى:30] ولا يخلو أحدٌ من ذنب، أو مخالفة بتأويل، قد يعذر فيه وقد لا يعذر، وإن كان ظاهرُ حياته الصَّلاح والاستقرار، وإلاّ فلو التُزم هدى الشريعة في كل صغيرة وكبيرة، في الاجتماع والفرقة، فحاشا أن يتخلف وعد الله! وأما ما كان يسيرًا أو عارضًا فلا بد منه فهذا طبع بشري، ثم قد يكون امتحانًا أو ابتلاء لأحد الزوجين أو لكليهما، يرفع الله به درجته، ويجعل له وراءه خيرًا كثيرًا. فهذه الآية قاعدة، تعالج مختلف مظاهر الخلل وعدم الاستقرار في الحياة الزوجية والأسرية، والتي لن تعدو في النهاية أن تكون ناتجةً من البعد عن الهدى القرآني الرباني والوقوع في الإعراض الكلي أو الجزئي عن الوحي، لكن من انتبه لهذا الخلل وعرف العلّة، فسوف يجد العلاج؛ فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء. ثم إنَّ العلاج قد يحتاج إلى منهج وبرنامج عمليٍّ، وصبر على بعض مُرِّه، وكلُّ إنسانٍ هو أدرى بحاله، كما قال تعالى: ﴿ بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَة وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِیرَهُۥ ﴾ [القيامة].
4ـ ومن المشاهد التي أثّرت في نفوس الحجيج كثرة البذل والإنفاق في سبيل الله كما رأينا، ويتمثل ذلك في هدايا خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام، كما حرص بعض المحسنين ممن فتح الله عليهم بالمال وأغناهم به يشترون الوجبات ويوزعون الصدقات المتمثلة في المطعومات والمشروبات، وألسنة الحجاج تلهج لهم بالدعاء بالبركة في المال والرزق. 5ـ ومن المشاهد تلك الجهود المباركة لوزارة الشؤون الإسلامية في انتشار أكشاك الوعظ والتوجيه وتيسير الفتوى عن طريق الهاتف المجاني الذي يتم الاتصال عن طريقه من جميع أنحاء العالم، فيجد السائل الجواب الشافي لمسألته بكل يسر وسهولة. 6ـ توزيع الكتيبات والنشرات والمطويات لتعليمهم وتوجيههم وبيان الهدي النبوي في الحج والعمرة. 7ـ الإخلاص شعار الحجيج جميعهم، فكلهم جاء ابتغاء وجه الله، وطلباً لثوابه، تركوا الأهل والديار، وحري بمن كان هذا حاله أن يتقبل الله منه، ويرده إلى بلده بحج مبرور وذنب مغفور. فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. 8ـ لمست حرص الكثيرين على أداء الحج على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم أحرص الناس على أداء المناسك كما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (خذوا عني مناسككم)(رواه مسلم). 9ـ شاهدنا في يوم عرفة مظاهر إيجابية من الإيجابيات نعجز عن وصفها في تنافس عظيم بين الحجاج، وقد انتفت جميع الشعارات في هذا الموقف ولم يبق إلا شعار { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.. }(الحجرات: الآية 13).
نداؤهم واحد، ولباسهم واحد، وشعارهم واحد، لا الأنساب تفرق بينهم، ولا الأجناس ولا اللغات، ولا البلدان، يدعون رباً واحداً، ويؤدون نسكاً واحداً، فسبحان من جمعهم، وشرح صدورهم، ووفقهم لأداء هذه الشعيرة العظيمة. 2ـ رأيت مناظر ومواقف لرجال الأمن سرّتني كثيراً، فقد رأيت حرصاً شديداً منهم على مساعدة الحجاج رغم الصعوبات والمعوقات، ورغم عدم تعاون بعض الحجاج معهم، لقد أثلج صدري ذلك المنظر الرائع لرجل الأمن في مدخل الحرم وهو يساعد تلك المرأة العاجزة عن دفع عربة والدتها ويمشي بها مسافة ويسلمها للمرأة، لقد رأيت هذا المنظر بنفسي، فقلت سبحان الله ذلك الفضل من الله، كم سيجني هذا الشاب في هذا الموقف من الأجر، فلله درّه، ولله درّ من عينه وأوصاه بذلك، وهذا ليس بغريب على رجال الأمن، فهم يتلذذون بخدمة الحجيج، ويتنافسون في ذلك، شعارهم "خدمتكم شرف لنا". القاعدة الثّانية: السّعادة في اتِّباع الهدى الإلهيّ والشقاء بضدها | موقع المسلم. كما رأيت منظراً في عودتي من رمي الجمرات ورجال الأمن يوجهون ويرشدون بكل أدب والابتسامة على محياهم، أسأل الله أن يوفقهم ويعينهم، ويجعل ما بذلوه بركة في أعمارهم، وسعة في أرزاقهم، وصلاحاً في ذرّياتهم. 3ـ ظهر شباب الكشافة بمظهر مشرف حيث رأينا نماذج منهم يحملون بعض الحجاج المسنين على ظهورهم لإيصالهم إلى مخيماتهم، وأحياناً يدفعون العربات تحمل المسنات لإيصالهن إلى مخيماتهن، وتلك والله مظاهر تسرُّ الخاطر، وتبهج النفوس، فشباب الكشافة جاءوا من أنحاء المملكة ليتشرفوا بخدمة ضيوف الرحمن.