وقتها وهي عند ابن إسحاق: في شهر ربيع الأول على رأس خمسة أشهر من وقعة أُحدُ، وقال البخاري: قال الزهري، عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر، قبل أُحدُ. سبب الغزوة قال موسى بن عقبة: وكانوا قد دسوا إلى قريش في قتال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم، فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة. غزوة بنى النضير من كتاب السيرة النبوية دروس و عبر - كتب سيرة الرسول. خروج النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم إليهم قال ابن إسحاق وغيره: ثم خرج رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم إلى بني النضير ليستعينهم في دية ذَينكِ القتيلين اللذين قتل عمروُ بن أمية الضمري للجوار الذي كان رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم عقد لهما. حلف بني النضير وبني عامر وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف. غدر بني النضير فلما أتاهم رسولُ اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم يستعينهم في ديتهما، قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، ثم خلا بعضهم ببعض، وقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد، فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال، ورسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم في نفر من أصحابه، فيهم أبو بكر و عمرو و علي رضي اللهّٰ عنهم.
قد أسلفنا أن اليهود كانوا يتحرقون على الإسلام والمسلمين إلا أنهم لم يكونوا أصحاب حرب وضرب، بل كانوا أصحاب دس ومؤامرة، فكانوا يجاهرون بالحقد والعداوة، ويختارون أنواعاً من الحيل ؛ لإيقاع الإيذاء بالمسلمين دون أن يقوموا للقتال مع ما كان بينهم وبين المسلمين من عهود ومواثيق، وأنهم بعد وقعة بني قينقاع وقتل كعب بن الأشرف خافوا على أنفسهم فاستكانوا والتزموا الهدوء والسكوت. ولكنهم بعد وقعة أحد تجرأوا، فكاشفوا بالعداوة والغدر، وأخذوا يتصلون بالمنافقين وبالمشركين من أهل مكة سراً، ويعملون لصالحهم ضد المسلمين . غزوة بني النضير pdf. وصبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازدادوا جرأة وجسارة بعد وقعة الرَّجِيع وبئر مَعُونة، حتى قاموا بمؤامرة تهدف القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم. وبيان ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم خرج إليهم في نفر من أصحابه، وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضَّمْرِي ـ وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة ـ فقالوا : نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك. فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا، وجلس معه أبو بكر وعمر وعلى وطائفة من أصحابه. وخلا اليهود بعضهم إلى بعض، وسول لهم الشيطان الشقاء الذي كتب عليهم، فتآمروا بقتله صلى الله عليه وسلم، وقالوا : أيكم يأخذ هذه الرحي، ويصعد فيلقيها على رأسه يشدخه بها؟.
فعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: ( سورة الحشر، قال: قل سورة بني النضير)( البخاري). وفي هذه السورة وصف الله طرد اليهود، وفضح مسلك المنافقين، وبين أحكام الفيء، وأثني على المهاجرين والأنصار، وبين جواز القطع والحرق في أرض العدو للمصالح الحربية، وأن ذلك ليس من الفساد في الأرض، وأوصي المؤمنين بالتزام التقوى والاستعداد للآخرة، ثم ختمها بالثناء على نفسه وبيان أسمائه وصفاته، وهكذا كان المجتمع المسلم يتربى على التوحيد، وتعظيم منهج الله، والاستعداد ليوم القيامة.. تمر السنون والأعوام، وتظل سيرة وغزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامة ومع اليهود خاصة ـ، نبراسا وهاديا، يضيء لنا الطريق، في تعاملنا مع أعداء الأمس واليوم والغد..
واعتزلتهم قريظة، وخانهم عبد الله بن أبي وحلفاؤهم من غطفان، فلم يحاول أحد أن يسوق لهم خيراً، أو يدفع عنهم شراً، ولهذا شبه سبحانه وتعإلى قصتهم، وجعل مثلهم: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ} [الحشر: 16] ولم يطل الحصار ـ فقد دام ست ليال فقط، وقيل : خمس عشرة ليلة ـ حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فاندحروا وتهيأوا للاستسلام ولإلقاء السلاح، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن نخرج عن المدينة. فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم، وأن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح. فنزلوا على ذلك، وخربوا بيوتهم بأيديهم، ليحملوا الأبواب والشبابيك، بل حتى حمل بعضهم الأوتاد وجذوع السقف، ثم حملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة بعير، فترحل أكثرهم وأكابرهم كحيي بن أخطب وسلاَّم بن أبي الحُقَيق إلى خيبر، وذهبت طائفة منهم إلى الشام، وأسلم منهم رجلان فقط : يامِينُ بن عمرو وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أموالهما. غزوة بني النضير والدروس المستفادة - موقع مقالات إسلام ويب. وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاح بني النضير، واستولي على أرضهم وديارهم وأموالهم، فوجد من السلاح خمسين درعاً وخمسين بيضة، وثلاثمائة وأربعين سيفاً.
رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر وأعلام النصر ترفرف عليه، والأسارى والغنائم بين يديه، ولكن اليهود ساءهم أن يُغلب المشركون الوثنيون، وأن ينتصر المسلمون الموحدون، وصدق الله: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾. [المائدة: 82]. ♦ وأخذوا يتحرشون بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ويزعمون أن كفار قريش ليست عندهم دراية بالحروب، ولئن حاربت اليهود المسلمين ليعلمن المسلمون أنهم هم الناس وكان أول من أظهر هذا من اليهود يهود بني قينقاع فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منهم الجد في نقض العهد وإعلان الحرب سارع إليهم بالكتائب فحاصرهم حتى نزلوا على حكمه، فأراد قتلهم فاستوهبهم منه عبدالله بن أبي رأس النفاق وزعيم المنافقين، وكانوا حلفاءه فوهبهم له، ثم أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة فخرجوا إلى أذرعات بالشام ولم يبقوا هنالك طويلًا حتى هلك أكثرهم.