أما قوله: ( لَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّرَ رَجُلا بِرَضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا) فلم نجده عن ابن مسعود إلا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده واه ، كما تقدم بيانه. ولكن روى ابن أبي شيبة (5/ 231) ، وهناد في "الزهد" (2/570) عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود:" لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ، لَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَلْبًا "!!. وروى الدينوري في "المجالسة" (3/ 243) عن عَمْرو بْن شُرَحْبِيلَ قال: " لَوْ عَيَّرْتُ رَجُلًا بِرَضَاعِ الْغَنَمِ؛ لَخَشِيتُ أَنْ أرضعها ". وعن ابن سِيرِينَ قال: "عَيَّرْتُ رَجُلًا بِالْإِفْلَاسِ فَأَفْلَسْتُ". "الآداب الشرعية" (1/ 322). التعليق الأول لـ حسام جنيد على طلاقه من إمارات رزق. ثانيا: أما ما ذُكر في السؤال عن ابن عمر رضي الله عنهما: " والله لو عيرتُ امرأة حُبلى بحملها لخشيت أن أحمل ": فلم نجده ، ولا ذكره أحد من أهل العلم - فيما علمنا – فمثله لا ينبغي الاشتغال به ، ولا تناقله ، حتى تعلم صحته إلى من نسب إليه. ثالثا: وأما ما ذُكر عن ابن القيم فلم نجده أيضا في شيء من كتبه بهذا النص ، لكنه قال في "كتاب الفروسية" (ص 446): " من ضحك من النَّاس ضُحك مِنْهُ، وَمن عير أَخَاهُ بِعَمَل ابْتُلِيَ بِهِ ؛ وَلَا بُد " انتهى.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ ". الأخوة الإيمانية تقوم على الحب المتبادل بين المؤمنين، وهذا الحب ينبغث من سلامة القلب من الحقد والحسد، والغيرة والغرور، والعجب وحب الذات. فمن آمن بالله إيماناً كاملاً، أحب لأخيه ما أحبه لنفسه، فإن أصابه خير هنأه. وإن أصابه ضر واساه ونفس عنه كربته وشاركه آلامه وآماله. والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الوصية يخاطب المؤمنين الذين لم يكتمل إيمانهم بعد محذراً من آفة تجلب على صاحبها البلاء، وتورثه الشقاء، وتحرمه من التمتع بطيبات الحياة، وهي الشماتة. 498 من: (باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم). ومعناها: الفرح المؤقت لبلاء يقع لغيره؛ حسداً له وحقداً عليه، وهي دليل على العداوة والبغضاء، فلا يشمت أحد بأحد إلا لعداوة بينهما قد تكون ظاهرة، وقد تكون كامنة. ومن ذلك قوله تعالى: { فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} (سورة الأعراف: 150) أي: لا تمكنهم من إغاظتي بالفرح في بليتي، وهذا ما قاله هارون لأخيه موسى – عليهما السلام – حينما أخذ بشعر لحيته ورأسه لما عبد قومه العجل من بعد خروجه لميقات ربه.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة مشهور سناب شات المعروفة باسم ساز القحطاني بحادث سير بالعاصمة السعودية، الرياض، الأمر الذي أثار تفاعلا.
[ ص: 319] فصل ( في الشماتة واستعاذته صلى الله عليه وسلم من شماتة الأعداء ومن أمور أخرى). عن مكحول عن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تظهر الشماتة لأخيك ، فيرحمه الله عز وجل ويبتليك} رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب عن عمر بن إسماعيل عن مجالد وهو رواه عن حفص بن غياث وعن سلمة بن شبيب عن أمية بن القاسم عن حفص عن برد بن سنان عن مكحول. أمية تفرد عن سلمة ، وبرد حديثه حسن. هل يحسن الشماتة بالكافر عند حصول البلاء به ؟ - الإسلام سؤال وجواب. الشماتة: الفرح ببلية العدو ، يقال شمت به بالكسر يشمت شماتة ، وأشمته غيره وبات فلان بليلة الشوامت أي: شمت الشوامت.
وقد صدق الشاعر حيث يقول: الناس للناس ما دام الحياء بهــم والعسر واليسر ساعات وأوقات لا تقطعن يد المعروف عن أحد مــادمت تــرجي فالأيــام تـارات وقد علل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الأمر بقوله: "فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" ليكفكف الشامت دموع فرحه الموقوت، ويكف نفسه عن التمادي فيما يفسد على قلبه وعقله وخلقه ودينه، ويعرضه للمساءة من قبل عدوه الذي شمت به ويجعله مستحقاً للبلاء من قبل الله – عز وجل – وهو جل شأنه بالمرصاد لمن طغى وبغى وأضمر السوء لأخيه، وتمنى زوال نعمته. وماذا يكون حال الشامت لو رحم الله عدوه وفتح له أبواب الخير وأسبغ عليه النعمة، وابتلاه يمثل ما ابتلاه به أو أشد. إنه عندئذ يكون أشد خيبة من ذي قبل، فالشامت – كما قلنا – هو الخائب؛ لأن شماتته ترد إليه في يوم من الأيام، إذ على الباغي تدور الدوائر، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن صارع الحق صُرع، ومن تكبر على الناس ذل. يقول الله – عز وجل –: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (سورة فاطر: 43). وهذه حكمة بالغى ينبغي على كل مؤمن أن يأخذ منها العظة والعبرة. والعافية من الله كلمة واسعة الدلالة في معناها ومغزاها ومرماها، فهي تعني معافاة الأبدان من الأمراض والعلل، ومعافاة القلوب من الحقد والحسد والغيرة والنفاق وسائر ما يعكر صفو الإيمان من الآفات، ومعافاة الأموال من التلف أو النقصان أو خلطها بحرام أو إنفاقها في غير وجهها.