اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة, طبت حيا وميتا للشيخ: صالح بن عواد المغامسي
طبت حيًّا وميتًا: قال المُصنِّف - حفظه الله -: «ثم إنني قلَّبت الأمور في الوجه الذي أريد أن تخرج به هذه الرسالة على النحو الأتم، والوجه الأكمل، على ما يسعى الإنسان أن ينال به رضوان الله، ثم نفع إخوانه المسلمين، فبدا لي - والإنسان ناقص مهما سعى إلى الكمال - أن أعرض السيرة إجمالاً من الميلاد إلى الوفاة، والوقوف بعد ذلك عند الفضائل والعظات، والعبر أقرب طريق إلى فقه سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الوجه الأكمل والنحو الأتم».
إذاً -والله- تجدني كاسداً -أي: لا يشتريني أحد- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكنك عند الله لست بكاسد، أو قال: أنت عند الله غال).
حبيب إلى الخلان غشيان بيته كريم المحيّا شبّ وهو كريم لقد بلغ من سخائه أنه برمضان يقيم مأدبتي إفطار أغلب أيام رمضان؛ واحدة في بيته، والثانية بمزرعته، وكان يقسم وقته بينهما -أكرمه الله بنعيم الجنة-. روحه طيبة، وكم يأنس من يجالسه، ويسعد من يزوره بمجالسه بحديثه العذب، وبعلمه الشرعي النافع، وكان يحلّي جلساته بطرف أدبية، يرويها ويحفظها من تراثنا العربي. كم سيفتقد المحبون حضوره بمجالسه، وهم يرون كرسيه فارغاً. «يعزّ عليّ حين أدير وجهي أحدّق في مكانك لا أراكا» وكم لي كواحد من محبيه من أحاديث أدب وشعر ومن مداعبة ومؤانسة.. لقد كنت أحرص على زيارته.. لأني أستفيد وأستمتع. تواضعه يخجل كل من يعرفه، فعندما يلتقيه أي إنسان يجده بسيطاً بتعامله، يقدّر الكبير والصغير، ويمازح الجميع، لذا تجد حضور منزله أطيافاً من مختلف طبقات المجتمع، ومن أرجاء الوطن كافة. أما تواصله فيشغل كثيراً من وقته، وله مساحة كبيرة بقلبه ووجدانه. كان يعزي بالمتوفين بالذهاب لمنازلهم ببيوتهم، ويذهب لمن يرقدون على الأسرة البيضاء يسرّي عنهم ويدعو لهم. طبت حيًا وميتًا يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم - صحيفة الأيام البحرينية. كان يَسعد ويُسعد بمهاتفة من يكرمه الله بشيء سار عزيز عليه فيبهجه. لا أنسى حين شرفت بعضوية مجلس الشورى، حيث أقام مناسبة خاصة، دعا لها عدداً من الفضلاء كمعالي رئيس مجلس الشورى، وعدد من كبار المسؤولين، ومن أعضاء الشورى والأحبة -جعل الله الجنة مثواه-.