وذكرنا أنه لا يلزم من السعي فيما يرضي الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يكون مطلعًا عليه، فهو مثل حرص البار على رضى وطاعة والديه، واهتمامه بما يحبانه، سواء كانا حاضرين أم غائبين، وانظر في هذا الفتوى: 238105. وعلى كل: فإن الشعر من طبيعته المبالغة في المعاني والتوسع في العبارات، فلا تحسن محاكمته بالتدقيق الحرفي لكلماته، إلا ما كان ظاهرا بينا أن المراد به معنى مخالف للشرع. التحذير من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. فمثلا: عبارة (هلا تقبلني) يمكن أن يستشكلها الناظر؛ لأن القبول إنما هو من الله سبحانه وحده، ويمكن أن تحمل على معنى طلب رضا الرسول صلى الله عليه وسلم -والذي تقدم أنه مشروع-. وكذلك قوله: (اشفَع لنا يا حبيباً لله): يحتمل أن يراد به طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وهذا ممنوع، ويحتمل أن يراد به تمني شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي تكون في الآخرة، وهذا لا محذور فيه، وانظر الفتوى: 73368. وعلى كل حال: فلا حرج في الاستماع إلى مثل هذه القصيدة التي ليس فيها مخالفات شرعية ظاهرة بينة. بل القصائد التي فيها بعض المخالفات الشرعية الظاهرة، لا حرج في الاستماع إليها لمن عنده تمييز يأمن على نفسه من التأثر بما فيها من مخالفات.
فقولـه عزّ وجلّ ﴿ وعزّروه ﴾ معناه أثنوا عليه ومدحوه وعظمّوه، فاحترامه وتوقيره وإجلاله وتعظيمه صلى الله عليه وسلم فرض من مهمات الدين وعمل من أعمال المفلحين ونهج الأولياء والصالحين، وأما تنقيصه أو بغضه أو تحقيره فضلال مبين وكفر مُشين أعاذنا الله وإيّاكم من زيغ المفسدين. الله عظّم قدر جاه محمـد وأناله فضلاً لديه عظيمـًا في محكم التنْزيل قال لخلقه صلّوا عليه وسلّموا تسليما واعلموا إخوة الإيمان أن من جملة الأمور الدالّة على تعظيم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الاحتفال بذكرى ولادته فإنّه من الطاعات العظيمة التي يثاب فاعلها لِما فيه من إظهار الفرح والاستبشار بمولده، وهو من البدع الحسنة بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء ». مدح الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرف. رواه مسلم. فبطل زعم من قال: إن عمل المولد بدعة محرّمة إذ ليس له في ذلك حجة ولا برهان لأن اجتماع المسلمين على قرءاة القرءان وذكر الرحمن ومدح محمد سيد الأكوان مما شرعه الله والرسول وتلقّته الأمة بالقبول فلا يكون بدعة ضلال وهوان كما يدّعي المحرومون من الإيمان أهل ملّة الخسران.
قال ابن الأثير في النهاية: أي لا يَسْتَغْلِبَنَّكم فيتَّخِذكم جَرِيًّا: أي رَسُولا ووكِيلاً. وذلك أنهم كانوا مَدَحُوه فكَرِه لهم المبالغَة في المدْح فنَهاهُم عنه. وَفِي النِّهَايَة: أَيْ لَا يَغْلِبَنكُمْ فَيَتَّخِذكُمْ جَرْيًا أَيْ رَسُولًا وَوَكِيلًا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مَدَحُوهُ فَكَرِهَ لَهُمْ الْمُبَالَغَة فِي الْمَدْح فَنَهَاهُمْ عَنْهُ. اهـ. وقال السِّنْدِيُّ: أَيْ لَا يَسْتَعْمِلَنكُمْ الشَّيْطَان فِيمَا يُرِيد مِنْ التَّعْظِيم لِلْمَخْلُوقِ بِمِقْدَارِ لَا يَجُوز. اهـ. فينبغي الحذر من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة المدح الذي يصل بالعبد لدرجة الشرك أو يكون ذريعة له. ومقولة: محمد قبلة الدنيا وكعبتها. وإن كان يمكن أن يؤول معناها بحيث لا يكون فيها خطأ ولا انحراف، إلا أنها ينطبق عليها الحديث السابق: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. وأما مقولة: ودعوت بطه الله. مَدْح النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم - موقع مقالات إسلام ويب. فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 116496. أن هذه العبارة نوع من التوسل، والتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، أو بحقه، أو جاهه، أو صفته، أو بركته، من أنواع التوسل الممنوعة على الراجح من أقوال أهل العلم، وهو بدعة لعدم الدليل على ذلك؛ ولأن ذلك من وسائل الشرك والغلو فيه صلى الله عليه وسلم.
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. محمد نور على الأكوان تجري له الأزمان، تشتاق له الروح والأبدان، صل الله عليه وسلم في كل وقت ومكان. مدح حسن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو خلق عظيم كما وصفه الله سبحانه وتعالى، ومن ما قيل في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم نتيجة هذه الأخلاق الحسنة ما يلي: كان خلقه القرآن. هو أحسن الناس خلقًا. صل الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها. يتواضع للكَبير ويحنوا على الصغير وهو العزيز العظيم حبيب الله ومصطفاه دون الجميع. رقته وحنانه صلى الله عليه وسلم لمست بني البشر والحيوان والبنات حتى الجماد شهد هذه الرحمة. الصبر هو أحد أهم الأخلاق التي تميز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصبر على الإيذاء والتهجير والتكذيب ولكن جبره الله بالخير الوفير والعزه له ولهذا الدين. قد يهمك أيضا: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاقية مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغنى به الجميع منذ بداية الإسلام وحتى الآن وإلى قيام الساعة. مدح الرسول صلي الله عليه وسلم رمز. فمن عساه يستحق هذا التقدير غير الشفيع الحبيب طب القلوب ومطهر الذنوب.
ـ { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107): قال ابن كثير: "يخبر تعالى أن الله جَعَل محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أي: أرسله رحمة لهم كلَّهم، فمن قَبِل هذه الرحمةَ وشكَر هذه النعمةَ سَعد في الدنيا والآخرة، ومن رَدَّها وجَحَدَها خَسِر في الدنيا والآخرة". وقال الشنقيطي: "ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أرسل هذا النَّبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه إلى الخلائق إلا رحمة لهم، لأنه جاءهم بما يُسعدهم، وينالون به كل خير من خير الدنيا والآخرة إنِ اتبعوه، ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى".