هذه الكلمة هي التي ألقاها إبراهيم عليه السلام في عقبه، وهذا مراد الشيخ -رحمه الله تعالى- بما ذكر. ما معنى الحنفية في الإسلام – صله نيوز. وبَيَّن أن أعظم الواجبات، أعظم ما أَمَر به إبراهيم الخليل عليه السلام، وما أَمَر به النبي صلى الله عليه وسلم: التوحيد، وأعظم ما نهى عنه: الشرك، ومعنى ذلك: أن أعظم دعوة الأنبياء والمرسلين؛ من إبراهيم عليه السلام، بل من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أعظم ما يدعى إليه بالأمر هو الأمر بتوحيد الله جل وعلا، وأعظم ما يُنهى عنه، ويؤمر الناس بتركه هو الشرك، فأعظم ما أُمر به التوحيد، وأعظم ما نُهي عنه الشرك، لِمَ؟ لأن التوحيد هو حق الله جل وعلا، ومن أجله بعثت الرسل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. فالغاية من بعث الرسل أن تبين للناس، وأن تقول للناس: اعبدوا الله وحده دون ما سواه -هذا الأمر- واجتنبوا الطاغوت، يعني: اتركوا الشرك ومظاهر الشرك. فإذاً: أعظم مأمور به هو التوحيد، أعظم ما دعا إليه الرسل والأنبياء من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، أعظم ما دُعي إليه من المأمورات: التوحيد، وأعظم ما نُهي عنه من المنهيات هو الشرك، لِمَ؟ لأن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحده، فصار الأمر بالتوحيد هو الأمر لهذا المخلوق بأن يعلم وأن يُنْفِذ غاية الله -جل وعلا- من خلق هذا المخلوق.
وهي دعوةٌ ليست بالجديدة كما يظنُّ البعض؛ فقد قال بها (إسبينوزا) أحد فلاسفة القرن 17م الهولنديِّين، وهو يهوديُّ الأصل، وقد نادى بتوحيد اليهودية والنصرانية، وحتى إن أمكن التبرير لهذا لقرب الملَّتين خاصَّةً أنَّ النصارى يؤمنون بالعهدين القديم والحديث؛ فإنَّه كما يقول الدكتور راغب: "أمَّا دمج الإسلام معهم فمستحيلٌ بكلِّ المقاييس؛ لأنَّ التشريع الإسلامي منظومةٌ متكاملةٌ تحكم الحياة كلَّها، ولا يترك أمرًا صغيرًا أو كبيرًا إلَّا وله فيه قواعد وأصول.. يقول تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]" [6]. معنى الحنيفية وسبب نسبتها إلى ابراهيم - الشيخ : صالح العصيمي - شبكة خير أمة. وإنَّها ليست مستحيلةً فقط في حقِّ المسلمين؛ بل هي مستحيلةٌ كذلك بالنسبة إلى عموم العقائد الأخرى. الحنفاء قبل البعثة النبوية لقد بقيت بقايا من دين إبراهيم عليه السلام وصلت إلى العرب قبل مبعث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانت قلَّةٌ من العرب يدينون بها، وقد اختلفت المصادر في تحديد عددهم ووصفهم؛ فمنهم من أدخل كلَّ من خالف عبادة الأوثان سواءٌ من نشأ منهم على النصرانية مثل: (جرجس، وبحيرا، وحبيب النجار، وأصحاب الأخدود، وأهل الكهف، وعدَّاس).. أم من تنصَّر منهم مثل: (ورقة بن نوفل، وعدي بن زيد، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث)، أم من لم يُسلم بعد ظهور النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبعثته مثل: (أمية بن أبي الصلت، وأبي عامر الفاسق).
بعد مجيء الدين الإسلامي باتت الحنفية تطلق على كل من أختنن وحج لبيت الله الحرام، كما تطلق على كل من أمتنع على تناول اللحوم التي ذبحها المشركين، إذ أن الحنيفية لغة تعني أعوجاج وميل، واصطلاحاً تعني البعد عن عبادة الأصنام كما حرمها على نفسه إبراهيم. من هو امام الحنفاء الموحدين سيدنا إبراهيم هو إمام الموحدين وهو أول من لقب بالحنيفة المسلم، حيث إن الله تعالى هداه للتفكير في الوحدانية، فلم يقبل عقل سيدنا إبراهيم المنير وجود آله غير الله عز وجل ولا أن يسجد لصنم كما يفعل أهله والمحيطين به، فكان في زمان سيدنا إبراهيم عليه السلام يصنعوا الأصنام من الحجارة ثم يعبدونها ويجعلوها آلهة، فلم يشاركهم في هذه العبادة إبراهيم، بل فكر واستخدم عقله وفطرته بعدم قبول هذه الوثنية والجهل. فكان سيدنا إبراهيم يتدبر في خلق الأرض والسماء وتعاقب الليل والنهار حتى هداه الله تعالى لأن هناك خالق عظيم خلق كل شيء ودبر أمره، كما أن الله تعالى من على سيدنا إبراهيم بالعقل والحكمة فجعله يقف أمام قومه يهديهم لعبادة الله القهار حنيف عن دينهم وأصنامهم التي صنعوها من الحجارة، ولكنه لقي منهم العذاب والحرق بالنار، حتى أبيه لم يرحمه ولم يرفق به، ولكن الله خير وكيلنه فأعانه، وأمر النار تكون عليه برداً وسلام، ليكون أبو الأنبياء وإمام الحنفاء، وخير نبي لقومه، يؤمن بالله الواحد القهار.
ألم يسمع إلى قوله: (فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) ؟ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ): أي لدين الله. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حفص بن غياث، عن ليث، عن عكرِمة، قال: &; 20-99 &; لدين الله. قال: ثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، قال: قال سعيد بن جُبَير (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) قال: لدين الله. قال: ثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) قال: لدين الله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) قال: دين الله. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن مسعر وسفيان، عن قيس بن مسلم، عن إبراهيم، قال: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) قال: لدين الله. قال: ثنا أبي، عن جعفر الرازي، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: لدين الله. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تغيير لخلق الله من البهائم، بأن يخصي الفحول منها. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن رجل، سأل ابن عباس عن خصاء البهائم، فكرهه، وقال: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ). قال: ثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، قال: قال عكرِمة: الإخصاء.
0 معجب 0 شخص غير معجب 76 مشاهدات سُئل أكتوبر 25، 2021 في تصنيف التعليم بواسطة TB ( 6.