وكما قال الإمام ابن حزمٍ رحمه الله: "مَنْ أراد خيرَ الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتدِ بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليستعمل أخلاقه، وسيره ما أمكنه". بواسطة: Israa Mohamed مقالات ذات صلة
فلله، ما أعلى هذه الصفات! وأرفع هذه الهِمم! وأجَلَّ هذه المطالب! وأزكى تلك النفوس! وأطهرَ تلك القلوب! وأصفى هؤلاء الصفوة! أهم صفات القدوة | المرسال. وأتقى هؤلاء السادة! ومِنَّة الله على عباده أن بيَّن لهم أوصافهم، ونعَت لهم هيئاتهم، وبيَّن لهم هِمَمهم، وأوضحَ لهم أجورهم؛ ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويَبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي مَنَّ عليهم وأكرَمهم - الذي فضلُه في كلِّ زمان ومكان، وفي كلِّ وقتٍ وآن - أن يَهديَهم كما هداهم، ويتولاَّهم بتربيته الخاصة كما تولاَّهم " [7]. فالقدوة الحسنة نموذج إنساني حيٌّ، يعيش ممثِّلاً ومُطبِّقًا لذلك المنهج الرباني الذي جاء به القرآن، ومن هؤلاء القدوة إبراهيم - عليه السلام - لأن الله - عزَّ وجل - امتدَحه وأثنى عليه في هذه الصفة، فكان قدوة يُقتدى به؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]، قال الجزائري: "إمامًا: قدوة صالحة يُقتدى به في الخير والكمال" [ 8]. وقال ابن كثير: "فقام بجميع الأوامر وترَك جميع النواهي، وبلَّغ الرسالة على التمام والكمال، ما يستحق بهذا أن يكون للناس إمامًا يُقتدى به في جميع أحواله وأفعاله وأقواله" [9].
موضوع ننصح بقراءته:- كيفية كتابة موضوع تعبير مميز المفهوم العام القدوة الحسنة والمثل الأعلى المثل الأعلى والقدوة الحسنة وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يساهم إما في بناء الإنسان أو تدميره، ولهم تأثير هام وقوي في المجتمع وخاصةً إن كان لا يزال في مرحلة نمو وتطور، والقدوة تعني في اللغة " الأُسوة " ومعناها الشيء الذي تهتدي به وتقتبس من الآخرين. لذلك فرق العلماء بين مفهوم القدوة الحسنة والقدوة، لأن القدوة قد لا تكون حسنة فنجد مثلاً في قديم الزمان قد أقدرت بعض الأمم بما سبقهم من ضلال فما كان من الله سبحانه وتعالى إلا أن أنزل عليهم عذابه، لكن القدوة الحسنة هي القدوة التي يستخدم فيها الإنسان عقله. فيتخير هذه القدوة الحسنه التي لا تجعله ينحرف عن طريقه الصحيح، وقد تتمثل هذه القدوة الحسنه في جماعة من الناس أو في شخص واحد أو في قيمة معينة أو في مذهب من المذاهب الحسنه، وهنا يجب الإشارة إلى أن الرسول صلَّى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنه والمثل الأعلى. أنواع القدوة القدوة الحسنة: وهي المثال الجيد الذي يتخذه الإنسان كمثل أعلى يحتذى به في حياته، حتى يستطيع بلوغ كل ما يريده في الحياة. القدوة السيئة: وهو عندما يرغب الإنسان في تحقيق كل ما يحلم به فيتخذ شخصاً سيئاً قدوة له ويسير على خطاه.
ودين الإسلام دين القدوة، وأصحاب الهِمم العالية هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة، وأعظم قدوة في الإسلام هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم نبيُّنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ولذلك جعَله الله لنا أُسوة وقدوة، بل وأمرنا بذلك، فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. يقول ابن عاشور في تفسير هذه الآية: "في الآية دلالة على فَضْل الاقتداء بالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأنه الأسوة الحسنة لا مَحالة" [2]. وقال ابن كثير: "هذه الآية أصل كبيرٌ في التأسِّي برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أقواله وأفعاله وأحواله" [3]. قال سبحانه وتعالى في سورة الأنعام بعد أن ذكَر ثمانية عشر نبيًّا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]. وهذا يدلُّ على عِظَم أثر القدوة في تشكيل الشخصيَّة الإنسانيَّة، ويُرجع الميداني هذا التأثير إلى عدة أسباب ركَّز عليها الإسلام؛ منها: 1- أن في فطرة الإنسان ميلاً قويًّا للاقتداء. 2- أنَّ المثال الحي الذي يتحلَّى بجُملة من الفضائل السلوكيَّة، يُعطي غيرَه قناعة بأن بلوغَها من الأمور التي هي في متناول القدرات الإنسانية، وشاهد الحال أقوى من شاهد المقال.
أن يكون إنسان ثابت على آراءه غير متلون لا يمل مع الريح كلما مالت. وكذلك لابد من أن يحظى بحب كل من حوله بأفعاله وتصرفاته الصادقة، غير النابعة من الرياء أو المجاملات. ومن هنا نجد أن اتباع القدوة الحسنة يعود على الفرد وكذلك على المجتمع أجمع بالخير والصلاح، وذلك لأنه يعمل على تقويم سلوك الفرد، في التعامل مع غيره، فينعكس الأمر على المجتمع بالكامل، مما ينتج عنه تقدم مميز ومشهود. أما ما يفعله شبابنا اليوم من الاقتضاء بنماذج سلبية لمجرد كونها مشهورة، أو تحظى بصيت كبير في الأوساط الإعلامية فهو أمر غير صحيح إطلاقًا، وهنا لابد من أن يكون للأسرة ووسائل الإعلام دور كبير من خلال محاولة تسليط الضوء على بعض النماذج الإيجابية التي تمكنت من الوصول لهدفها بكل جدية ومثابرة.