ومن الصعب كثيراً، دون الأمن والحرية اللّذين تكفلهما تلك الحقوق، الحفاظ على مستوى عال من الصحة النفسية. ولا ينبغي أن تركّز السياسات الوطنية الخاصة بالصحة النفسية اهتمامها على اضطرابات الصحة النفسية فحسب، بل ينبغي لها أيضاً الاعتراف بالقضايا الواسعة النطاق المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية، والعمل على معالجتها. ويشمل ذلك دمج مسألة تعزيز الصحة النفسية في السياسات والبرامج على مستوى الحكومة والقطاعات الأخرى، بما في ذلك التعليم والعمل والعدالة والنقل والبيئة والإسكان والرعاية الاجتماعية وكذلك قطاع الصحة. وتعتمد عملية تعزيز الصحة، إلى حدّ كبير، على الاستراتيجيات المتعدّدة القطاعات.
وتهدف هذه الجهود أيضاً إلى المساعدة في منع إيذاء النفس وغيره من السلوكيات الخطرة، مثل الاستخدام الضار للكحول والمخدرات، التي لها تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية - والبدنية - للشباب. وأعدت المنظمة أيضاً وحدة بشأن الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين، كجزء من دليل التدخل 2. 0 لبرنامج عمل المنظمة الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية. ويوفر هذا الدليل بروتوكولات سريرية قائمة على البينات من أجل تقييم وإدارة طائفة من حالات الصحة النفسية في أماكن الرعاية غير المتخصصة. وعلاوة على ذلك، تطور المنظمة تدخلات نفسية قابلة للتوسع لمعالجة الاضطرابات العاطفية للمراهقين، وتختبر هذه التدخلات، وتقديم إرشادات بشأن خدمات الصحة النفسية للمراهقين. وقد وضع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع للمنظمة حزمة تدريبية في مجال الصحة النفسية لفائدة المعلمين من أجل تحسين فهمهم لأهمية الصحة النفسية في المدرسة وتوجيه تنفيذ استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها بين طلابهم. وتتضمن الحزمة أدلة ومواد تدريبية من أجل المساعدة في زيادة عدد المدارس التي تعمل على تعزيز الصحة النفسية. (1) Institute of health Metrics and Evaluation.
ويجب أن تتميز بالشفافية والتعاطف والتفاؤل. يمكن أن يساعد توفير مساحة تمنح الموظفين فرصًا للتحدث عن مخاوفهم المتعلقة بالصحة النفسية. تذكير الموظفين بأن الصحة النفسية مهمة بنفس أهمية صحة القلب. من المهم أن نفهم أن حالة صحتنا النفسية تتغير، أحيانًا نشعر بالتوتر والخوف، وأحيانًا بالسعادة والتفاؤل. إن مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق شائعة، وتتأثر بالعديد من العوامل بما في ذلك العمل والعلاقات والشؤون المالية والبيئة المادية والأسرة والصحة الجسدية، ويتغير هذا بمرور الوقت. وتذكير الموظفين بأن COVID-19 قد أدخل العديد من الضغوطات الجديدة والمتفاوتة لكل واحد منا. جعل الصحة النفسية جزءًا طبيعيًا من الحديث اليومي: إن التحدث عن الصحة النفسية يمثل صعوبة لكثير من الناس بسبب وصمة العار. يمكن استغلال موضوع COVID-19 لبدء محادثات حول الصحة النفسية في مكان العمل. وذلك من خلال جعل مكان العمل بيئة مفتوحة وآمنة لمناقشة مخاوف الصحة النفسية، وحيث يمكن للموظفين الحصول على الدعم أثناء الوباء وما بعده. تنظيم مجموعات وفرق دعم حول الاهتمامات المشتركة (نوادي الكتب)، والرياضة (مجموعات الجري)، والخبرات أو الخصائص المشتركة (على سبيل المثال، المرأة في القيادة)، والتطوير المهني وبناء المهارات.