إعراب الآية 23 من سورة الجاثية - إعراب القرآن الكريم - سورة الجاثية: عدد الآيات 37 - - الصفحة 501 - الجزء 25.
ا لخطبة الأولى ( فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
الخطبة الأولى ( عبادة الهوى) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وقرأ حمزة والكسائي ( غشوة) بفتح الغين من غير ألف وقد مضى في البقرة وقال الشاعر: أما والذي أنا عبد له يمينا وما لك أبدي اليمينا لئن كنت ألبستني غشوة لقد كنت أصفيتك الود حينا فمن يهديه من بعد الله أي من بعد أن أضله. أفلا تذكرون تتعظون وتعرفون أنه قادر على ما يشاء. وهذه الآية ترد على القدرية والإمامية ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد ، إذ هي مصرحة بمنعهم من الهداية. ثم قيل: وختم على سمعه وقلبه إنه خارج مخرج الخبر عن أحوالهم. وقيل: إنه خارج مخرج الدعاء بذلك عليهم ، كما تقدم في أول ( البقرة) وحكى ابن جريج أنها نزلت في الحارث بن قيس من الغياطلة. وحكى النقاش أنها نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف. وقال مقاتل: نزلت في أبي جهل ، وذلك أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو جهل: والله إني لأعلم إنه لصادق! فقال له مه! وما دلك على ذلك ؟! خطبة عن اتباع الهوى الأسباب والنتائج والعلاج (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قال: يا أبا عبد شمس ، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله وكمل رشده ، نسميه الكذاب الخائن!! والله إني لأعلم إنه لصادق! قال: فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به ؟ قال: تتحدث عني بنات قريش أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة ، واللات والعزى إن اتبعته أبدا.
وحديث: ( ما تحت ظل السماء من إله يعبد من دون... ) حديث موضوع ، كما ذكر الألباني في السلسلة الضعيفة (14/ 90) ، وفي " ظلال الجنة " رقم (3). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. ما عقوبة من اتخذ آلهة هواه - موقع كل جديد. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ. الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ) ق/24- 26: " ( الذي جعل مع الله إلهاً ءاخر): ما أوسع هذه الكلمة ، وإذا كانت هذه الكلمة وصفاً للكفَّار العنيد ، فالمعنى أنه يعبد مع الله غيره ، وكلنا يعلم أن المشركين كانوا يعبدون مع الله غيره ، فيعبدون اللات ، ويعبدون العزى ، ويعبدون مناة ، ويعبدون هبل ، وكل قوم لهم طاغية يعبدونها كما يعبدون الله ، يركعون لها ، ويسجدون لها ، ويحبونها كما يحبون الله ، ويخافون منها كما يخافون من الله - نسأل الله العافية - هذا إذا جعلنا قوله تعالى: ( مع الله إلهاً آخر) وصف لهذا الكفَّار العنيد. أما إذا جعلناه أشمل من ذلك ، فإنها تعم كل إنسان تعبد لغير الله ، وتذلل لغير الله ، حتى التاجر الذي ليس له هم إلا تجارته وتنميتها ، فإنه عابد لها ، حتى صاحب الإبل الذي ليس له هم إلا إبله هو عابد لها ، والدليل على أن من انشغل بشيء عن طاعة الله فهو عابد له ، قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة).
قال: ( وإعجاب المرء بنفسه) وهذه مهلكة، إعجاب الإنسان بنفسه يحمله ذلك على الكبر والتكبر، ويحمل على عدم الاعتراف بالحق ولا بفعله ولا الاستجابة لأهله، ( إعجاب المرء بنفسه) فالذي يعجب بنفسه يتعالى وينتفش وينتفخ ويتكبر فما يعترف بالحق ولا يعطيه، والعياذ بالله تعالى. فهذه ثلاث مهلكات، فاللهم أبعدنا عنها وأبعدها عنا حتى نلقاك يا رب العالمين، فما هذه المهلكات الثلاث؟ شح مطاع والعياذ بالله، يجب أن نعصي شحنا ولا نستجيب له حتى لا نمنع الخير والمعروف عن أنفسنا وغيرنا، وهوى متبع والعياذ بالله، الذي يتبع هواه فيشرب الخمر ويزني ويفجر ويعمل المعاصي بل ويقتل ويظلم؛ لأنه ما اتبع رسول الله وما جاء به، بل اتبع الباطل والهوى، ثم إعجاب المرء بنفسه. قال: ( وأما المنجيات: فخشية المرء ربه في السر والعلانية) خشية المرء ربه في السر والعلانية، سواء كان بين الناس أو كان في الخفاء، دائماً يخشى الله عز وجل فلا يخرج عن طاعته ولا يعصيه أبداً. الثانية: ( القصد في الفقر والغنى) أي: الاعتدال في حال الغنى وفي حال الفقر. افرايت من اتخذ الهه هواه واضله الله. الثالثة: ( العدل في الغضب والرضا). فالأولى: ( خشية المرء ربه في السر والعلانية) يخاف الله سواء كان مع الناس أو كان وحده في مكان لا يراه إلا الله.