كما تضمنت الرسالة معلومات عن كلبها، وحبها لدمى الدببة المحشوة، ومشروعها المدرسي، وامتلاك أسرتها لمنزل كبير، وغيرها من الخواطر الطفولية. ولم تصدق الفتاة الأسكتلندية التي تبلغ من العمر الآن 34 عامًا نفسها عندما وجدت رسالة السيدة النرويجية، والبشرى التي تحملها لها بالعثور على رسالتها القديمة التي حملتها الأمواج، إلا أن أكثر ما فاجئها أنها كتبت تلك الرسالة قبل هذه الأعوام الطويلة، إذ لفتت إلى أنها تتذكر بصعوبة كتابتها لتلك الرسالة وإلقائها في المياه. ولفتت إلى أنها انتابها الدهشة من خط يدها، وأنها لم تتمالك نفسها من الضحك عندما رأت رسالتها التي ظلت طويلاً تحت الماء.
إلى متى؟؟؟؟
مهيباً كان مشهد مواكب "نواب الأمة" السيّارة، وهي تتقاطر وتحطّ في قصر "اليونيسكو". فعلى مدى يومين متواصلين، تسمَّرتُ خلف شاشة التلفزيون أشاهد تلك السيارات الرباعية الدفع الفارهة، بزجاجها الداكن، والمرافقين الذين يترجّلون على عجلٍ ويفتحون الأبواب للمشرّعين، من أجل أن يدخلوا القصر بسلام، فيلقوا خلال ذلك التحية على عدسات الكاميرا، التي تولّت "النقل المباشر"، ولم يُعرف إن كان ذلك من أجل إمتاعنا أو لزيادة خيبتنا. داخل القاعة، كانت الكراسي المخملية تُضفي "أمبيانس" أو جوّاً مميّزاً من النوستالجيا الفنّية، فتحاكي طقوس الحفلات الغنائية من حقبة السبعينيات لفنانين عظماء، مثل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، أو العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. عبد الحليم حافظ - رسالة من تحت الماء - كاملة - YouTube. الحجوزات في اليومين الماضيين كانت Complet، والجميع كان حاضراً باللباس الرسمي ويعرف مكان كرسيّه، لكنّ الجميع كانوا "قاطعين صالة"، ما عدا قائد الأوركسترا "أبو مصطفى" (الرئيس نبيه برّي) كان "قاطع بالكون"، ليجيد ضبط الإيقاع من الأعلى مثلما درجت العادة. حضروا على الموعد من أجل الاستماع إلى معزوفة من ألحان الموسيقار اللوذعيّ جبران باسيل الذي حضر بدوره الحفل المهيب في الصفوف الأمامية ليشهد الافتتاح، وراح يمشي في الأرض مَرَحَاً، ويؤوب من كل صوبٍ أمام الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي جلس بالقرب من عمّته في الصف الأمامي أيضاً.