404- مسألة: قوله تعالى: {لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً}. جوابه: أي بدلكم فما الأرض. 405- مسألة: قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)} وفي يونس عليه السلام: {فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}. جوابه: إن كان له ولد بزعمكم فأنا أول الموحدين وقيل: هو تعليق على فرض محال، والمعلق على المحال محال. سورة الزخرف تفسير. قال مجد الدين الفيروزابادي: المتشابهات: قوله تعالى: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} ، وفي الجاثية: {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} ، لأَنَّ ما في هذه السّورة متّصل بقوله: {وَجَعَلُواْ الْمَلاَئِكَةَ} والمعنى أَنَّهم قالوا: الملائكة بناتُ الله، وإِنَّ الله قد شاءَ منا عبادتنا إِيَّاهم. وهذا جهل منهم وكذب. فقال سبحانه: {ما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يخرصون أَي يكذبون}. وفى الجاثية خلطوا الصّدق بالكذب؛ فإِن قولهم: {نموت ونحيا} صِدق؛ فإِن المعنى: يموت السّلف ويحيا الخلف، وهو كذلك إِلى أَن تقوم السّاعة. وكَذَبوا في إِنكارهم البعث، وقولهم: {ما يهلكنا إِلاَّ الدّهر}. ولهذا قال: {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّوْنَ} أَي هم شاكُّون فيما يقولون. قوله: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} ، وبعده: {مُقتَدُوْنَ} خصّ الأَول بالاهتداءِ؛ لأَنه كلام العرب في محاجّتهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وادّعائهم أَن آباءَهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون.
ومنها: أن الولد جزء من والده، واللّه تعالى بائن من خلقه، مباين لهم في صفاته ونعوت جلاله، والولد جزء من الوالد، فمحال أن يكون للّه تعالى ولد. ومنها: أنهم يزعمون أن الملائكة بنات اللّه، ومن المعلوم أن البنات أدون الصنفين، فكيف يكون لله البنات، ويصطفيهم بالبنين، ويفضلهم بها؟! فإذا يكونون أفضل من اللّه، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
وكذلك قراءة من قرأ " كُلُوا مِنْ ثُمُرِهِ" بضم الثاء والميم, ونظير قول الراجز: حتى إذَا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ (2) وقد زعم بعضهم أن السُّقُف بضم السين والقاف جمع سقف, والرُّهُن بضم الراء والهاء جمع رهن, فأغفل وجه الصواب في ذلك, وذلك أنه غير موجود في كلام العرب اسم على تقدير فعل بفتح الفاء وسكون العين مجموعا على فعل, فيجعل السُّقُف والرُّهُن مثله. والصواب من القول في ذلك عندي, أنهما قراءتان متقاربتا المعنى, معروفتان في قراءة الأمصار, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقوله: ( وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) يقول: ومراقي ودَرَجا عليها يصعدون, فيظهرون على السقف والمعارج: هي الدرج نفسها, كما قال المثنى بن جندل? يا رَبّ ربَّ البَيْتِ ذي المَعَارِج (3) وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس ( وَمَعَارِجَ) قال: معارج من فضة, وهي درج. مؤسسة بن عثيمين الخيرية - تفسير سورة الزخرف. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ): أي دَرجا عليها يصعدون. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) قال: المعارج: المراقي.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً): أي كفارا كلهم. حدثنا محمد بن عيد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) قال: لولا أن يكون الناس كفارا. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال. ثما أسباط, عن السديّ ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) يقول: كفارا على دين واحد. وقال آخرون: اجتماعهم على طلب الدنيا وترك طلب الآخرة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الزخرف - الآية 33. وقال: معنى الكلام: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على طلب الدنيا ورفض الآخرة. * ذكر من قال ذلك: حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) قال: لولا أن يختار الناس دنياهم على دينهم, لجعلنا هذا لأهل الكفر. وقوله: ( لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ) يقول تعالى ذكره: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن فى الدنيا سقفا, يعني أعالي بيوتهم, وهي السطوح فضة. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ) السقف: أعلى البيوت.
وكيف يشركون به من لا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي؟! ثم ذكر أيضا من الأدلة الدالة على كمال نعمته واقتداره، بما خلقه لعباده من الأرض التي مهدها وجعلها قرارا للعباد، يتمكنون فيها من كل ما يريدون. وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} أي: جعل منافذ بين سلاسل الجبال المتصلة، تنفذون منها إلى ما وراءها من الأقطار. { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} في السير في الطرق ولا تضيعون، ولعلكم تهتدون أيضا في الاعتبار بذلك والادكار فيه. وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} لا يزيد ولا ينقص، ويكون أيضا بمقدار الحاجة، لا ينقص بحيث لا يكون فيه نفع، ولا يزيد بحيث يضر العباد والبلاد، بل أغاث به العباد، وأنقذ به البلاد من الشدة، ولهذا قال: { فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} أي: أحييناها بعد موتها، { كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أي: فكما أحيا الأرض الميتة الهامدة بالماء، كذلك يحييكم بعد ما تستكملون في البرزخ، ليجازيكم بأعمالكم. تفسير سوره الزخرف للشعراوي. وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} أي: الأصناف جميعها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، من ليل ونهار، وحر وبرد، وذكر وأنثى، وغير ذلك. { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ} أي: السفن البحرية، الشراعية والنارية، مَا تَرْكَبُونَ { و} من { الأنعام ما تركبون لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} وهذا شامل لظهور الفلك ولظهور الأنعام، أي: لتستقروا عليها، { ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} بالاعتراف بالنعمة لمن سخرها، والثناء عليه تعالى بذلك، ولهذا قال: { وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي: لولا تسخيره لنا ما سخر من الفلك، والأنعام، ما كنا مطيقين لذلك وقادرين عليه، ولكن من لطفه وكرمه تعالى، سخرها وذللها ويسر أسبابها.