أما بعد: فإننا دخلنا في هذه الأيام شهر ذي القعدة، وهو أول الأشهر الحرم المتتابعات، التي قال الله -تعالى- فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التوبة:36]. وقد استدل بعض أهل العلم بالآية على أن الذنوب تعظُم في الأشهر الحرم، قال الإمام القرطبي في تفسيره: لَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ بِارْتِكَابِ الذُّنُوبِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إِذَا عَظَّمَ شَيْئًا مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ صَارَتْ لَهُ حُرْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِذَا عَظَّمَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ أَوْ جِهَاتٍ صَارَتْ حُرْمَتُهُ مُتَعَدِّدَةً، فَيُضَاعَفُ فِيهِ الْعِقَابُ بِالْعَمَلِ السَّيِّئِ، كَمَا يُضَاعَفُ الثَّوَابُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ. اهـ. فضائل ذي القعدة - ملتقى الخطباء. فاتقوا الله عباد الله في هذه الأيام، وعظموها كما عظمها الله -تعالى-، فإنها من شعائر الله -تعالى-، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32]. عباد الله: شهر ذي القعدة هو ثاني الأشهر التي يشرع فيها الإحرام للحج، وهي: شوال، وذو القعدة، والمحرم؛ وإن النبي-صلى الله عليه وسلم- لما أحرم بالحج أحرم في أواخر شهر ذي القعدة، واعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث عُمُرات وكلهنَّ بِهِنَّ أحرم في شهر ذي القعدة.
وفي هذا اليوم من سنة 336 للهجرة ولد الشيخ المفيد وقد مر ذكره فيما سبق، وقد اتعب أعداء أهل البيت بمواقفه الحازمة وردعه للفتن ومقارعته لأهل الباطل حتى قال عنه الخطيب البغدادي وهو احد علماء أهل السنة: «بموته أراح أهل السنة» (تاريخ بغداد ج3 ص231). اليوم الرابع عشر من شـهـر ذي الـقـعـدة في هذا اليوم من عام 309 للهجرة قتل الحلاج الحسين بن منصور بفتوى من علماء زمانه. اتهم الحلاج هذا بالكفر والزندقة، ومن كلماته: «الله في دمي» أو: «الله تحت ثوبي أو تحت جبتي». ضرب ألف سوط ثم قطعت يده ورجله ومن ثم قطعوا رأسه وعلقوا جثته على جسر بغداد وبعدها احرقوها ونثروها في نهر دجلة. أبرز أحداث شهر ذي القعدة - خطب مختارة - ملتقى الخطباء. اليوم الخامس والعشرون من شـهـر ذي الـقـعـدة ليلة الخامس والعشرين هي ليلة دحو الأرض من تحت الكعبة وهي من الليالي الشريفة التي تنزل بها الرحمة الإلهية، ويوم الخامس والعشرون هو أول يوم رحمة انزلها الله سبحانه وتعالى ويستحب صوم نهاره فقد روي ان من صامه كتب له صيام ستين شهرا. وفي هذا اليوم كان خروج النبي صلی الله عليه و آله و سلم لحجة الوداع ومعه مئة وأربعون من المسلمين وقد اخذ معه صلی الله عليه و آله و سلم كل زوجاته وابنته فاطمة سلام الله عليها.
هذه المقالة حول ذو القعدة. لـلمزيد من المعلومات أنظر، أحداث ذي القعدة. من المواقيت الزمانية للعمرة شهر ذي القعدة. المعلومات العامة أسماء أخرى: ذو القعدة الحرام قبله: شوال بعده: ذي الحجة في الشعائر الدينية الأعمال والمراسيم: أعمال يوم دحو الأرض من الأشهر الحرم نعم المناسبات والأحداث ولادة الإمام الرضا (ع) ، والسيدة المعصومة (ع) ، واستشهاد الإمام الجواد (ع) في الثقافة العامة ذو القعدة أو ذو القعدة الحرام، هو الشهر الحادي عشر من شهور السنة وفق التقويم الهجري الشائع ، وسمي بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد. سبب تسميته سمي بذلك؛ لأنّ العرب كانت تلزم فيه منازلها، وتقعد فيه عن القتال استعداداً للحج في ذي الحجة. وقيل: بل سمي بذلك لقعودهم في رحالهم عن الغزو وعن السفر؛ لابتياع طعامهم وطلب الكلأ. وهذا الشهر هو أول الأشهر الحرم الأربعة، وكانت كل القبائل تتقيد بحرمة هذه الأشهر فلا يغيرون فيها على بعضهم بعضا، وكان ذو القعدة شأنه كشأن سائر الأشهر الحرم مناسبة تقوم فيها الأسواق للتجارة والشعر، وتبادل المنافع, وكان يكثر الخلاف على أول ليلة فيه؛ فقد كان يستحلها حتى أولئك الملتزمون بحرمة الشهر، وكانوا يسمون الليلة التي لا يدرون أهي من شوال أم من ذي القعدة الفلتة.
الشهر الهجري الحالي شهر ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر (11) من السنة الهجرية 1442 وعدد أيامه 30 يوم. يوافق شهر ذو القعدة الاشهر الميلادية: شهر يونيو وكذلك شهر يوليو.
اعلم انّ السّيد الدّاماد (رحمه الله) قال في رسالته المسمّاة الاربعة ايّام في خلال أعمال يوم دحوّ الارض انّ زيارة الرّضا (عليه السلام) في هذا اليوم هي أكد آدابه المسنونة كذلك، ويتأكّد استحباب زيارته (عليه السلام) في اليوم الاوّل من شهر رجب الفرد، وقد حثّ عليها حثّاً بالغاً. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.