ليجمع زهراً، ويقطف فلاً ويجني أقاح وعند الجدائل يحصد ظلاً وعطراً مباح أبيح شبابي، لنهر لهيبٍ إلى أين؟ من صحتي تطعمين عروق الوشاح. إلى أين ؟ من صحتي تطعمين اشعار نزار قباني عن الشوق وعن الاشتياق عبر نزار بقوله في قصيدة ( رسالة من تحت الماء)، والتي قام بغنائها عبد الحليم حافظ: إن كنت صديقي، ساعدني كي أرحل عنك. أو كنت حبيبي، ساعدني كي أشفى منك لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ما أبحرت. لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت. اشتقت إليك، فعلمني أن لا أشتاق علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق كيف تموت الدمعة في الأحداق كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق إن كنت نبياً، خلصني من هذا السحر. من هذا الكفر حبك كالكفر، فطهرني من هذا الكفر.. إن كنت قوياً، أخرجني من هذا اليم. فأنا لا أعرف فن العوم الموج الأزرق في عينيك، يجرجرني نحو الأعمق وأنا ما عندي تجربةٌ في الحب، ولا عندي زورق. إن كنت أعز عليك، فخذ بيدي فأنا عاشقةٌ من رأسي، حتى قدمي إني أتنفس تحت الماء. إني أغرق. أغرق. اشعار نزار قباني عن الفراق من أبرز ما غنت صوت الحب (نجاة) قصيدة (أسألك الرحيلا)، وهي من أعظم ما سرد نزار في غرض الفراق، ويقول فيها: لنفترق قليلاً.
إليكم باقة من اجمل قصائد نزار قباني ، فهو شاعر المرأة، والذي نجح بمنتهي الإبداع في التحدث بلسان المرأة بجميع القضايا الإنسانية والقومية من خلال قصائده. وهو فارس الشعر السوري الذي تغني بقصائده العديد من المطربين قديماً وحديثاً. والذي سنخوض في بحور قصائده من خلال الأسطر القادمة بموسوعة. رغم تعدد الأغراض التي غاص فيها نزار بداخل كيان المرأة والرجل، فمثل بقصائده تجارباً ذاتية، وأفكاره كإنسان حول هذا العالم. إلا أن السبب البارز لجمال قصائد نزار هو تغني الكثير من المطربين بها. فعلى سبيل المثال لا الحصر: غني له عبد الحليم حافظ قارئة الفنجان، وغنت له نجاة "إلى رجل"، وغنت له فايزة أحمد " رسالة من امرأة"، وغنت له لطيفة "تلومني الدنيا"، وغني له كاظم الساهر العديد من القصائد؛ مثل: (إلا أنتِ)، (إلى تلميذة)، (أكرهها)، (الحب المستحيل)، ( الرسم بالكلمات)، (أحبيني بلا عقد). اشعار نزار قباني الرومانسية من بين قصائده الرومانسية المميزة (إلى وشاح أحمر)، والتي يقول فيها: سألتك: كيف جمعت الجراح ؟ فجاءت وشاح يعربد، قنديل نارٍ ووهجٍ.. بكف الرياح ويطفو، ويرسو، وقد يستريح ببعض النواح. على أي وجهٍ يرف، وينهار أي صباح ؟ إذا التمح النهد، ثار، وحار وهز الجناح وحط على مقعدي زنبقٍ وعشي صداح.
لخير هذا الحب يا حبيبي وخيرنا. لنفترق قليلاً لأنني أريد أن تزيد في محبتي أريد أن تكرهني قليلاً بحق ما لدينا. من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا. بحق حبٍ رائعٍ. ما زال منقوشاً على فمينا ما زال محفوراً على يدينا. بحق ما كتبته! إلي من رسائل. ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي. وحبك الباقي على شعري على أناملي بحق ذكرياتنا! وحزننا الجميل وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا أكبر من شفاهنا.. بحق أحلى قصة للحب في حياتنا أسألك الرحيلا لنفترق أحبابا. فالطير في كل موسمٍ. تفارق الهضابا. والشمس يا حبيبي. تكون أحلى عندما تحاول الغيابا كن في حياتي الشك والعذابا كن مرةً أسطورةً. كن مرةً سرابا. وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا من أجل حبٍ رائعٍ يسكن منا القلب والأهدابا وكي أكون دائماً جميلةً وكي تكون أكثر اقترابا أسألك الذهابا. لنفترق، ونحن عاشقان.. لنفترق برغم كل الحب والحنان فمن خلال الدمع يا حبيبي أريد أن تراني ومن خلال النار والدخان أريد أن تراني. لنحترق، لنبك يا حبيبي فقد نسينا نعمة البكاء من زمان لنفترق. كي لا يصير حبنا اعتيادا وشوقنا رمادا. وتذبل الأزهار في الأواني. كن مطمئن النفس يا صغيري فلم يزل حبك ملء العين، والضمير ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير.